مداخل أحياء العزيزية في مكةالمكرمة لا يخلو شارع أو زقاق فيها من الباعة الجائلين، ممن يوصفون من سكان الحي بأنهم (أكبر مشوه للحي والوجه الحضاري وقدسية المشاعر). المتابعون لهذا الملف يقولون إن عدد الجائلين بات قريبا من عدد الحجاج القاطنين في الحي بل زاد الأمر سوءا هذا العام، ويشعر أصحاب الفنادق والشقق المفروشة بحجم الضرر الذي يتسبب فيه هؤلاء الفضوليون، وأصر بعض أصحاب الفنادق بتخصيص عمال وحراس لمنع الباعة وإبعادهم من محيط الفنادق والشقق والبنايات.. ومنع تكدس سلعهم وبضائعهم الرخيصة من واجهات محلاتهم. الكلام ممنوع «عكاظ» جالت أول من أمس في حي العزيزية، راصدة أن الباعة الجائلين أغلبهم من الجنسية الأفريقية وتأتي بهم شاحنة تفرغهم مع بضاعتهم في مواقع محددة، ورفض أغلبهم التجاوب مع الصحيفة واعتذروا عن الحديث بل إن بعضهم رفض التصوير ربما خشية من افتضاح سر تجارتهم البائرة. لكن «عكاظ» لاحظت أن اغلب السلع المعروضة عبارة عن ملابس وأحذية مستعملة رديئة الصنع واستجلبت الحسنة منها من بعض أهل الخير وتبدو أنها صدقات تسربت إلى الباعة. وأغلب الزبائن حجاج بسطاء يقبلون على تلك البضائع بسبب رخص قيمتها. كما لاحظت «عكاظ» نساء أفريقيات يعرضن سلعهن في شارع محوري في العزيزية بالقرب من حاوية للنفايات وقالت البائعة (أمينة) إن الحجاج يشترون أدوية الروماتيزم وكحل العين، ووسيلة التفاهم تكون بلغة الاشارة لاختلاف اللغة. وأكثر زبائنها من جنسيات جنوب آسيا. البائعة أمينة قالت إن الحملات «لا ترحمها» حسب تعبيرها ثم انصرفت سريعا لاستقبال حجاج أقبلوا على بسطتها العشوائية. الفنادق تستنجد شريف سعد مدير فندق خمس نجوم في حي العزيزة يقول «نعاني من الباعة العشوائيين من ناحية تشويه المنظر العام للفندق يجب على الجهات المختصة متابعة هذه الفئة حتى لو كان خارج وقت الدوام الرسمي، الجاليات تبدأ بالتوافد من بعد صلاة الظهر لتفادي حملات البلدية». وأوضح أن الباعة يضايقون الحجاج العابرين في الممرات ويغلقون عليهم المعابر ببسطاتهم العشوائية، ما اضطر إدارة الفندق الى تخصيص عمال للحراسة والنظافة وغيرها، مشيرا إلى أن سلوك هؤلاء الأغراب كبد أصحاب الفنادق خسائر كبيرة وفادحة. صاحب متجر مجاور اسمه أحمد عبدالله يقول «إن الباعة الجائلين والمفترشين يعرضون بضائع مقلدة وأخرى مغشوشة وتالفة وغير معروفة المصدر ورخيصة الثمن وأخرى مخزنة وقديمة وبعضها تحمل ملصقات لماركات عالية الجودة لجذب المستهلكين. لافتا إلى أن هؤلاء الباعة يبدأون السعر ب50 ريالا وفي حال رفض الزبون يتفاوضون مع الزبون إلى أن يصل سعر السلعة الى خمسة ريالات، الأمر الذي يجبر الزائر والمعتمر على الشراء. ويرجع أحمد عبد الله رخص قيمة سلع الباعة الجائلين بقوله «هؤلاء لا يسددون إيجارات ولا قيمة كهرباء كونهم يفترشون الأرض وأرصفة الشوارع في المنطقة المجاورة» . بائعة افريقية دافعت عن بضاعتها المغشوشة وزعمت أنها ماركة عالمية. الأمانة تستعين بالأمن يشار إلى أن أمانة العاصمة المقدسة استنجدت بالقادة الأمنيين في الحج لمواجهة ظاهرة الباعة الجائلين في شوارع مكةالمكرمة وميادين المشاعر المقدسة، مع دعم لجان الأمانة بأفراد وضباط من الأمن العام لتنفيذ الخطط لمكافحة الظواهر السلبية. وأكد مدير عام صحة البيئة المهندس محمد بن هاشم فوتاوي «أن صحة البيئة تقوم يوميا بجولات ميدانية على الباعة الجائلين الذين يقومون ببيع أدوية طب الأعشاب».