اقتنص الباعة الجائلون في شوارع العاصمة المقدسة «كعكة العمرة» بافتراش الأرصفة الاستحواذ على مداخل المساجد والمجمعات التجارية، لبيع بضاعة مقلدة ومغشوشة وغير مطابقة للمواصفات في الغالب على الرغم من الحملات المكثفة من الشرطة والبلدية لملاحقة هؤلاء الباعة، فيما ارتفعت نبرة الشكوى من أصحاب المتاجر الذين يعملون في بيع السلع الأصلية من ركود كبير نظر العدم تفرقة كثير من المعتمرين بين السلع الأصلية والمقلدة، فيما شرعت شرطة العاصمة المقدسة في تنفيذ حملة «ضياء» الأمنية بمشاركة الطوارئ والدوريات والمرور والجوازات والمجاهدين لملاحقة الباعة الجائلين والمتسولين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل حسب الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان. وكشفت جولة ميدانية ل «شمس» في شوارع مكة التجارية أن من الأشياء المهمة التي يحرص المعتمرون على شرائها المسابح والمصاحف وماء زمزم خاصة بعد توفره في عبوات صغيرة بل ومغلفة إضافة إلى اقتناء السجاجيد الخاصة بالصلاة والمرسوم عليها الكعبة المشرفة أو مسجد الرسول، صلى الله عليه وسلم، كذلك العطور التي تتوفر بأنواع عديدة في أسواق المملكة والإلكترونيات على اختلاف أشكالها وأنواعها والأقمشة الرجالية والنسائية والتمور. وأكد عدد من التجار أن الباعة الجائلين يحتكرون أكثر من 80 % من مبيعات السوق مقابل 20 % فقط للمحال التجارية، ويقول رابح الهذلي أحد أصحاب المحال التجارية بمكة إن الباعة الجائلين ينتشرون بشكل لافت للنظر أمام المحال والأسواق التجارية في عدد من شوارع مكةالمكرمة ويعرضون بضائع مقلدة ومجهولة المصدر ورخيصة الثمن والبعض منها يحمل ملصقات لماركات عالية الجودة لجذب المستهلكين، وهو ما يعد إحدى صور الغش التجاري وقال: «هؤلاء الباعة يحاولون كسب الزبون بأي طريقة كانت، حيث إنهم يبدؤون السعر لسلعة ما ب100 ريال، وفي حال رفض الزبون ذلك يساومون مع الزبون إلى أن يصل سعر السلعة بخمسة ريالات، الأمر الذي يجبر الزائر والمعتمر على الشراء». ويشير طالب سعد الزبدي، صاحب محل تجاري، إلى أهمية تعزيز دور الجهات الرقابية لملاحقة الباعة الجائلين ومتابعتهم وتكثيف الحملات الميدانية للحد من انتشارهم: «وبدأ الباعة في الانتشار عبر المباسط العشوائية في الطرقات العامة وأمام المحال التجارية مما يشكل ضررا كبيرا لنا كأصحاب محال»، مضيفا كما «أننا ندفع إيجار المحل، وهؤلاء ليس لهم مقر ثابت ويتنقلون بين الأحياء وأمام المساجد والأسواق والمحال التجارية، وأصبحت محالنا راكدة، وللآسف هؤلاء الباعة من العمالة المخالفين لنظام الإقامة ويبيعون الساعات والعطور وألعاب الأطفال المغشوشة بأسعار زهيدة». وفي تعليقه على الظاهرة أوضح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة ماهر بن صالح جمال أن هناك حملات مكثفة على هؤلاء الباعة ويتم ضبط من يمارسون تجارة ضارة، خاصة أن التأثير السلبي للباعة الجائلين على المحال التجارية كبير جدا من عدة جوانب، أولها المنافسة غير العادلة بين الطرفين، ثانيا تسويق بضائع ذات مصادر غير معلومة. من جهته أوضح المدير العام لصحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هشام فوتاوي أن الباعة الجائلين مرفوضون، وهناك متابعات وجولات مستمرة على هؤلاء والقبض عليهم ومصادرة ما معهم من بضائع، وقال إن الحملات والجولات التفتيشية اليومية خلال الأسبوع الماضي أسفرت عن ضبط 2033 من المواد الغذائية منتهية الصلاحية 1732، وبالنسبة للمياه تم ضبط 279 عينة غير صالحة فيما كشفت لجنة مكافحة الأدوية والأعشاب ومصادرة 2420 معلبا منتهية الصلاحية، وتم القبض على 18 شخصا يزاولون عمل التركيبات العشبية وتم تسليمهم لإدارة الترحيل .