في جولاته المكوكية يسعى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى حشد أكبر دعم دولي وعربي لمهمته والتي تبدو شبه مستحيلة، مع تعنت النظام ورفضه لكل المبادرات السياسية والتي كان آخرها الكلام عن ترؤس فاروق الشرع لحكومة انتقالية. ما الذي يمكن أن يحققه الأخضر في مهمته الصعبة؟ أصبحت الأزمة السورية أكبر من الإبراهيمي، وأكبر من محاولات الوساطة، وما يتطلبه الوضع في سورية في هذه المرحلة قرار دولي واضح وصريح. وقبل القرار الدولي قرار عربي حاسم، بضرورة وضع حد عملي لما يجري من مجازر على الأرض في سورية. بدون هذا القرار لا الأخضر الإبراهيمي ولا غيره يستطيع أن يلج باب الحل. المطلوب قرار عربي ودولي حاسم لإنهاء الوضع في سورية، إذ أن الاتفاق المسبق حول مرحلة ما بعد بشار الأسد أصبحت وهما أكثر من واقع لأنه عندما يتخذ قرار على مستوى رحيل بشار الأسد يمكن عندئذ أن لا يتم التنفيذ إلا بعد التفاهم على تركيبة معينة قد تكون فاروق الشرع، وقد تكون غيره إذ أن المشكلة الآن هي غياب القرار العربي والدولي الواضح والصريح وتحديدا القرار الدولي لإنهاء الوضع في سورية، والأمر مرتبط بوضع الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن أي إنهاء للوضع في سورية بحاجة إلى تفاهم أمريكي روسي فلا الروسي مستعد للتفاهم مع إدارة أمريكية راحلة، أو على الأقل إدارة تستعد أن تجدد ولايتها، ولا الولاياتالمتحدةالأمريكية تستعد أن تتنازل في مكان ما للروسي فالرئيس الروسي لا يمكن أن يقدم تنازلات يمكن أن يستفيد منها خصمه الانتخابي، وبالتالي يعتقد أن كل هذا الأمر مؤجل على الأقل لفترة شهرين أو ثلاثة أشهر وفي الانتظار يبدو للأسف أن الشعب السوري كتب عليه أن يدفع المزيد من الدم. كل حل سياسي نتيجة الأوضاع المماثلة التي تجري في سورية بحاجة إلى بعض النار، وبعض الحماوة كي ينضج لكن في بعض الأحيان هناك استثناءات أي عندما تكون الأوضاع حامية تضع حسابات الربح والخسارة، وترى أن الطريق فعلا مقفل، وكل ما يجري الآن هو مزيد من الضحايا. ولن يقدم ولا يؤخر نتيجة أن بشار الأسد سيرحل إذ أن بشار الأسد إذا فكر بهذه الطريقة فعلى الشعب السوري أن يدفع المزيد من التضحيات في حين أنه يمكن أن يختصر على نفسه المزيد من التهم الموجهة إليه بارتكاب جرائم حرب وإبادة الشعب السوري.