رحبت عواصم الدول الكبرى الاعضاء في مجلس الأمن وسورية والاتحاد الاوروبي بتعيين الديبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي ممثلاً خاصاً عربياً ودولياً جديداً لسورية وأعلنت «تأييدها التام» له، لكن موسكو اعلنت انها تتوقع منه العمل على اساس خطة السلام التي اعدها المبعوث السابق كوفي انان واتفاق جنيف حول مبادىء الانتقال السياسي في هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نتوقع ان يستند الاخضر الابراهيمي في عمله على اساس «خارطة الطريق للتسوية في سورية وهي خطة السلام التي اعدها كوفي انان وبيان اللقاء الذي اصدرته في حزيران (يونيو) مجموعة العمل حول سورية في جنيف وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدولي». واضافت: «نأمل في ان يواصل الاتصالات مع كل الاطراف السورية وان يدفعها الى وقف العنف سريعا واطلاق حوار سياسي حول مستقبل البلاد». وفي لندن قال اليستير بيرت مساعد وزير الخارجية ان بريطانيا «تؤيد تماما» تعيين الابراهيمي، مؤكداً انه صاحب «خبرة واسعة» ستكون مفيدة له في سعيه للتوصل الى حل سياسي ينهي العنف. واضاف: «آمل في ان يقدم المجتمع الدولي دعمه الكامل للابراهيمي للعمل مع جميع اطراف النزاع لانهاء سفك الدماء المستمر منذ اشهر واتطلع الى فرصة قريبة لاناقش معه السبل التي يمكن ان تقدم بريطانيا من خلالها الدعم له وللجهود الديبلوماسية لانهاء العنف». وفي بروكسيل اشادت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بتعيين الابراهيمي متعهدة بدعمه لانجاز «العمل الضخم الذي ينتظره». وقالت اشتون في بيان: «ارحب بتعيين الاخضر الابراهيمي وسيطاً جديداً للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية انه ديبلوماسي محنك يملك فهماً عميقاً للمنطقة. (...) الاتحاد الاوروبي سيقدم دعمه الكامل له في مواجهة المهمة الضخمة التي تنتظره». واعتبرت اشتون ان «عسكرة اكبر للنزاع، من جانب كما من الآخر، يمكنها فقط جلب مزيد من العذاب لسورية، لمواطنيها وللمنطقة برمتها»، قبل تجديد موقف الاتحاد الاوروبي لصالح انتقال سياسي للسلطة «ينسجم مع التطلعات الديموقراطية للشعب السوري». وفي بكين رحبت وزارة الخارجية بتعيين الاخضر الابراهيمي مؤكدة رغبتها ب»التعاون» معه ودعمه. وقالت في بيان ان «الصين ستدعم وستتعاون بشكل ايجابي مع جهود الابراهيمي في وساطته السياسية». وفي واشنطن اعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان ان الولاياتالمتحدة «مستعدة لدعم» الابراهيمي للرد على «تطلعات مشروعة بتشكيل حكومة تمثل الشعب» السوري. واكد البيان ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون توجهت من جهتها الى السوريين قائلة «لستم وحدكم». وكان البيت الابيض ابدى الجمعة رغبته في الحصول على مزيد من التفاصيل في شأن مهمة المبعوث الجديد، وقال جون ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما في لقائه اليومي مع الصحافيين: «يلزمنا المزيد من الايضاحات من الاممالمتحدة في شأن مهمة الابراهيمي في منصبه الجديد». وفي دمشق رحبت الحكومة أمس بتعيين الابراهيمي وبث التلفزيون في خبر عاجل بياناً صادراً عن مكتب نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع رحب فيه بتعيين الابراهيمي وقال ان «الشرع يرحب بتعيين الاخضر الابراهيمي ويؤيد تمسكه بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائق». وفي نيويورك اعلن الابراهيمي، انه ليس واثقاً تماماً حيال فرص انهاء النزاع في سورية، لكنه اكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي «متسلح بالأمل». وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية «فرانس 24» لمعرفة ما اذا كان واثقاً من امكان وضع حد للحرب قال الابراهيمي: «لا، لست واثقاً، ما انا واثق منه هو انني سأقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهدي». وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» قال: «ربما افشل لكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدم». واضاف: «آمل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضا»، مكرراً ما قاله سلفه انان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الامن لاقناع الرئيس بشار الاسد بوضع حد للنزاع.