سؤال: لماذا نحن من دون العالم نعاني من حمى الضنك؟ وإذا كانت البعوضة هي التي تنقل حمى الضنك فلماذا لا نراها تنقل أيضاً حمى الملاريا؟. جواب: خدعوك مرتين عند ما قالوا لك إننا من دون العالم نعاني من حمى الضنك، وأن بعوضة الضنك هي بعوضة الملاريا. تذكر منظمة الصحة العالمية في تقاريرها السنوية أن نحواً من 75 مليون نسمة في 110 دول في العالم يصابون في كل عام بحمى الضنك. وفي الخمسين سنة الأخيرة زاد معدل الإصابة في العالم 30 ضعفاً. كما أن عدد المصابين بحمى الضنك من المتوقع أن يزداد في السنوات المقبلة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. حمى الضنك يسببها فيروس ينتقل من المريض إلى الصحيح عن طريق لدغة بعوضة «الايديس ايجابتاي».. ولله في خلقه شؤون. فكما أن البشر فيهم الأبيض والأسمر والأصفر ولكل منهم سمات وخصائص يتميز بها. ففي عالم البعوض فصائل متعددة كل منها له خصائصه وسماته وبيئته التي يعيش فيها ويتكاثر. تختلف بعوضة «الايديس ايجابتاي» التي تنقل حمى الضنك عن بعوضة «الأنوفيليس» التي تنقل حمى الملاريا. الأولى تعيش وتتكاثر في تجمعات المياه الصغيرة مثل المزهريات في الحدائق أو العلب الفارغة أو خزانات المياه على الأسطح أو المياه المتسربة من أنابيب المياه والصرف الصحي. في حين أن بعوضة الأنوفيليس التي تنقل الملاريا تتوالد وتتكاثر على سطوح المياه الواسعة مثل الأنهار ومجاري السيول والمستنقعات. يعود ازدياد انتشار حمى الضنك على مستوى العالم إلى ثلاثة أسباب رئيسة هي: أولاً : الزيادة المطردة في عدد سكان العالم وما يتبعها من زيادة حجم المدن ومن ثم زيادة العشوائيات التي تتسم عادة بتدني المستوى الاجتماعي والاقتصادي والازدحام وتخلف صحة البيئة. ثانياً: الزيادة المتوقعة في السنوات القادمة في درجة حرارة الأرض، والتي سوف تسهم في تكاثر البعوض الناقل للمرض. ثالثاً: الانتقال السريع بين الدول، مما يساعد على سرعة انتقال المرضى من بلد إلى آخر، ومن ثم زيادة فرصة العدوى وعدد الإصابات. قد يتبادر إلى الذهن سؤال.. ولماذا لا نفحص المسافرين من المناطق الموبوءة بالمرض قبيل سفرهم، فنحجز المرضى منهم وندع الأصحاء يسافرون. المعضلة التي ستواجهنا هي ما يسمى بفترة حضانة المرضى. فكل مرض من الأمراض المعدية له فترة حضانة هي الفترة ما بين الإصابة بفيروس المرض أو ميكروبه وظهور أعراض المرض. أثناء فترة الحضانة لا تبدو أعراض المرض ظاهرة على المصاب ولكنه يعدي الآخرين. فترة حضانة حمى الضنك أربعة أيام لا تبدو خلالها أعراض المرض ظاهرة على المصاب ولكن لو وقعت عليه بعوضة وامتصت قطرة من دمه قد تصبح معدية وتنقل المرض إلى الآخرين. أما أعراض المرض وكيف نتقيه فإلى حديث آخر.