يتجدد الحديث كل عام في المملكة وخاصة في مدينة جدة عن مرض "حمى الضنك" الذي استوطن بعض المناطق السعودية المطلة على البحر الأحمر. ويوجد أربعة أنواع من فيروس الضنك، والإصابة بأحد هذه الأنواع يمنح المصاب مناعة طوال عمره لهذا النوع ولكنها لا تحميه من الإصابة بالأنواع الثلاثة الأخرى بل تجعله أكثر عرضة لحدوث مضاعفات خطيرة في حالة إصابته بفيروس أي من الأنواع الأخرى. وثبت علميا أن فيروس حمى الضنك ينتقل مباشرة من شخص إلى آخر من خلال لدغات أنثى بعوض "الايديس إيجبتاي" التي تضع بويضاتها في المياه العذبة والراكدة. وجدير بالذكر أنه وحتى اليوم لا يوجد دواء محدد لهذا المرض, حيث ما زالت المراكز الطبية تعمل على التوصل للقاح يقضي على هذه الحمى التي تعدّ الإصابة بها السبب الرئيس في حالات التهاب الدماغ الفيروسية encephalitis الناجمة عن لدغ البعوض. لذا تعمل مراكز الوقاية الصحية على توعية المواطنين بكيفة تجنب الإصابة ب "الضنك" خاصة في المناطق التي تحدث أو من المحتمل أن تحدث فيها عدوى هذه الحمى. كما تركز أيضاً على القضاء على بؤر توالد البعوض مثل البرك والمستنقعات التي تنتشر في المناطق الإستوائية من العالم. وتنتشر حمى الضنك بكثافة في مناطق جنوب شرق آسيا والصين وبعض الدول الأفريقية، إضافة إلى الهند ومنطقة الساحل الكاريبي, وسط أمريكا, وأمريكا الجنوبية، ومنطقة المحيط الهادي الغربيةوالجنوبية والمركزية وفي أستراليا. وتبذل الجهات المسئولية في المملكة جهوداً كبيرة في وضع الحلول اللازمة والعاجلة للقضاء على اليرقات والبعوض والحشرات المسببة لحمى الضنك، عن طريق القضاء على كثير من مسببات المرض، حيث نشرت كثيرا من المعدات والآلات والإمكانات في المواقع التي تجذب البعوض، إضافة إلى الرش بالمبيدات الحشرية المناسبة للقضاء على الحشرات المسببة للمرض وردم كثير من المستنقعات.