لا بأس في أن يحفظ لاعبو كرة القدم لدينا من بين مواد الاحتراف ما كفلته لهم لوائحه الخاصة بالحقوق، ومن بينها ما تتضمنه الجزئية التي تخص دخول اللاعب في الفترة التي تخول له حق الانتقال إلى ناد آخر، أو بالأحرى عقدا ماديا أكثر إغراء، لا بأس في هذا شريطة أن يعزز اللاعب هذا الجانب بما يعادله ويتكافأ مع مستواه من الاهتمام والحرص. فيما يخص ويرتبط بالكفة المقابلة ل «حقوقه»، وهي كفة الواجبات التي عليه. ولو أن اللاعب كرس جهده واهتمامه في تطوير الذات، والارتقاء بنجوميته، و «اشتغل» على تجويد الواجبات المناطة، عندها لن يجد أمامه ما يحوجه ل «الانشغال» بحقوقه طالما هي مضمونة وموثقة ومزمنة وملزمة وفق العقد المبرم والمعتمد، وبما كفله له نظام الاحتراف من حقوق. ومن بينها أحقيته في الانتقال إلى حيث شاء إذا ما دخل في الفترة المحددة لممارسة هذا الحق دون الحاجة لتلك الأساليب و «السيناريوهات» المخلة التي يقترفها بعض اللاعبين إلى جانب من يشترك معهم في هذا «القصور»، ويشاركهم ويحفزهم على اقتراف هذه التجاوزات من خلال ما يمارس قبل وخلال هذه الفترة من طقوس وفصول ومزادات ومزايدات، تتم في الخفاء؛ بمعنى أنه لا يمكن ممارستها علنا في ظل ما لم يغفله الاحتراف كنظام «شامل»، فيه من المواد واللوائح والإجراءات ما يكفل بدقة تفعليها وتطبيقها مواجهة ومحاسبة أي تجاوز أو خروج عن «النص» إلا أن قمع مثل هذه التجاوزات بموجب النظام يستوجب توفر الشواهد والأدلة «الملموسة» وهو ما يحول دونه أسلوب «التخفي» الذي تدار به هذه التجاوزات، أو بالأحرى الأسلوب الذي تكتب به سيناريوهات المزادات والمزايدات التي لا تلتزم بما حدده لها نظام الاحتراف من توقيت ومعايير وضوابط، ولذلك يلجأ ممارسوها إلى التخفي من عواقب اقتراف لا يقره الاحتراف. ومع أن مثل هذه «الحالات النشاز» لا يمكن تعليق اقترافها على مشجب الاحتراف ولوائحه، إلا أن ما يؤسف له أن هذه الممارسات وإن افتقر مقترفوها لما قد يتجاوز عند البعض ما هو أشد وطأة من الافتقار لواجبات وموجبات العمل والتعامل الاحترافي، وهو ما يشتمل على سبيل المثال (على مستوى اللاعبين): ما يتفانى فيه بعض اللاعبين بمجرد انتقاله من ناديه الذي تربى وترعرع في أحضانه، وأغدق عليه من الأفضال ما يملي عليه ذكره وشكره، وإن لم يستطع فليصمت، لكنه لا هذا ولا ذاك، بل يتفانى في بلوغ أقصى درجات العداء والجحود والتنكر والإساءة من أول تصريح يتاح له مع فريقه الجديد. فما الذي يرتجيه فريقه الجديد (من هذه القيم) بمجرد انتقاله إلى فريق آخر؟!. أقول مع كل ما سبق وإن تخفى ممارسو هذا الاقتراف، ونجوا من عقاب الاحتراف ولوائحه، تبقى تبعات محصلة ممارساتهم تعكر وتيرة العمل الاحترافي، فمهما تعذر ضبط شواهد هذه التجاوزات، لا يمكن أن يتعذر على المعنيين إخضاع إفرازات هذه الحالات للدراسة والتقصي وصولا إلى مرحلة الاجتثاث..والله من وراء القصد. تأمل: من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه. فاكس 6923348 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة