٭٭ عندما نتحدث عن الاحتراف نتساءل ونكرر السؤال بين الحين والآخر عن مدى تحقيقه لأهدافه المعلنة التي يأتي في مقدمتها تطوير مستوى اللعبة من خلال تطوير مستوى اللاعب. فالنظام وضع لكي يكفل حقوق النادي واللاعب معاً مما يوفر مناخاً جيداً للعمل.. فالاحتراف جعل من ممارسة الكرة مهنة للاعب المحترف يعتمد عليها بعد الله في توفير لقمة العيش له ولأبنائه ويبني من خلالها مستقبله، لذلك فالظروف أصبحت مهيأة أمامه لكي يعطي ويتفرغ للكرة. ٭٭ نعود مرة أخرى لطرح سؤالنا السابق هل حقق الاحتراف أهدافه بعد مرور خمسة عشر موسماً على تطبيقه؟ الإجابة المنطقية هي ما يراها معظم الرياضيين الذين ينشدون المصلحة العامة بعيداً عن تأثير العاطفة والتي تؤكد أن احترافنا لم يحقق أهدافه لعدة أسباب منها: - القصور في بعض لوائح الاحتراف التي «مكنت» القوي على الضعيف! - الأزمة المادية التي تعاني منها معظم الأندية وأدت إلى تأخير صرف المرتبات عن مواعيدها وتراكمها لعدة أشهر! - التعامل العاطفي مع الاحتراف من قبل الجميع سواء في إدارات الأندية أو اللاعبين أو الجماهير أو حتى الإعلام الرياضي.. فنحن لا نزال نتحدث عن الولاء للنادي و«نخوِّن» اللاعب الذي ينشد مستقبلاً أفضل قد يكفله له النظام. - وجود بعض العقليات التي استغلت النظام لا لتدعيم أنديتها بما تحتاجه بقدر ما تبحث عن أي وسيلة لاضعاف المنافسين ووجدت في قصور لوائح الاحتراف الفرصة لتحقيق هذه الأهداف التي بان اثرها على مستوى الكرة السعودية التي تراجعت خلال السنوات الماضية قبل أن تستعيد شيئاً من عافيتها هذا الموسم وقد تنتكس مرة أخرى في حالة العودة لاغواء لاعبي المنتخب و«تكديسهم» وركنهم لفترات طويلة. قارنوا بين التشكيلة التي مثلت الأخضر في بطولة الخليج وبطولة أمم آسيا بالصين والتشكيلة التي قادته للتأهل الرابع للمونديال وقارنوا المستوى والنتائج لمعرفة آثار سياسة التكدس على مستقبل الكرة السعودية!. - التعامل العاطفي مع لوائح الاحتراف التي تمنح الاستثناءات للأقوياء وتحرم منها الضعفاء كما في حالة استبدال «ديمبا» الاتحادي بآخر من أجل نهائي دوري العام الماضي على سبيل المثال!. ٭٭ وهناك من يرى أن الاحتراف بلوائحه حفظ حقوق اللاعب أو منحه حقوقاً أكثر مما منح النادي.. فاللاعب كفل له النظام حرية الانتقال بعد تجاوزه سن السابعة والعشرين عاماً دون الحاجة لموافقة ناديه.. ورغم عدم الاعتراض على ذلك إلا أن المشرع لم يضع آلية محددة وواضحة للتفاوض.. فترك الأمر للاعب وللأندية الراغبة في استقطابه للتفاوض والاتفاق على المبالغ، لذلك شاهدنا لاعبين يقبضون مقدمات تزيد على ما يحصل عليه النادي بأضعاف تتعدى الاثنين والثلاثة وحتى الخمسة.. رغم أن اللائحة حددت أحقية اللاعب بالحصول على 30٪ من قيمة الانتقال.. ولكن الاتفاقات الجانبية تحرم النادي من حقوقه.. وحالات مثل هذه كثيرة، منها ما حصل عليه لاعبا الأهلي سويد وقهوجي عند انتقالهما للاتحاد الذي فاق كثيراً ما حصل عليه الأهلي حسب تقرير مسطرة الاحتراف واثار الأهلاويون قضية تراجعوا عنها بعد أن تأكدوا أن اللوائح كانت ضدهم!. والأمر نفسه يتكرر مع دوخي الهلال الذي انتقل لصفوف الاتحاد رافضاً ملايين ناديه الثلاثة لأنه وجد ضعفها له شخصياً من الاتحاديين! الطريف أن الاتحاديين أعلنوا أن المبلغ المقدم للاعب هدية ولا يدخل ضمن قيمة التعاقد! تصوروا أن الهدية وصلت لستة ملايين ريال.. في حين أن نصيب اللاعب حسب المسطرة لن يتجاوز النصف مليون ريال!.