أغلب الإحصائيات والأبحاث العلمية، تجمع على أن النساء أطول عمرا من الرجال، وحول هذا الموضوع الشيق شدتني مقالة للكاتب ممدوح المهيني في صحيفة الرياض جاءت تحت عنوان (لماذا يموت الرجل قبل زوجته أو أخته؟) حاول من خلالها الكاتب إيراد بعض المبررات الحية لتأكيد صحة هذه النظرية، ومما ذكره: أنه لو تأملت من حولك فإن أغلب القصص التي تسمعها هي عن وفاة الرجال قبل زوجاتهم، وأن طريقة المرأة الشهيرة في « الزن» والإلحاح فتاكة وقادرة على هد الجبال وليس الرجال، كما أن الرجل لا يهتم بصحته وذلك عائد جزئيا إلى الكراهية العميقة التي يكنها للمستشفيات على عكس المرأة التي تذهب إليها وكأنها ذاهبة للنزهة. وعلى اعتبار أن الرجل هو المسؤول عن إعالة العائلة فإنه يندفع في بداية حياته بقوة حتى ينهك كل طاقته وأعصابه!؟ من جهتي أرى أن هذه النظرية مرنة للغاية ( ذلك أن الأعمار بيد الله سبحانه ) ولو أردنا بحياديه تامة النظر إليها وفقا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المحيطة بنا، لأمكن لنا قلب المعادلة، وتحوير النظرية تماما بحيث تصبح ( أن النساء أقصر عمرا من الرجال) ولما عجزنا للحظة واحدة عن إيراد العشرات من المبررات الحية والأسباب المنطقية التي يمكنها أن تسهم بشكل كبير في حدوث ما تدعيه هذه النظرية المعدلة!! هناك الكثير من القصص التي نسمعها تتحدث عن وفاة الزوجة قبل الرجل بسبب إصابتها بورم خبيث (لم يمهلها كثيرا) كما أن غلاظه الرجل وعصبيته الدائمة غالبا ما تفسد المودة والرحمة بين الزوجين فتستحيل حياة الزوجة إلى جحيم.. فضلا عن أن هناك آلاف الجامعيات يحملن شهادات البكالوريوس، ومثلهن خريجات الدبلوم من الكليات المتوسطة لازلن يمنين النفس بالتعيين على مدار عقدين من الزمان. وهناك أيضا المئات من الكاشيرات كن يعملن بكل حشمة ووقار سعيا للكسب الشريف والوفاء باحتياجات أسرهن قبل إنهاء خدماتهن بشكل تعسفي.. وبالطبع فإننا لن ننسى أولئك النسوة اللاتي لا يزلن ينتظرن منذ أكثر من عشر سنوات تطبيق قرار حصر العمل بمهنة البيع بمحلات المستلزمات النسائية على المرأة دون الرجل. كما أن معاناة المعينات في المناطق النائية حوادثهن المفجعة لا زلنا نسمع بها إلى يومنا هذا، وقبل أن أختم هذه الأمثلة البسيطة الدالة على ظلم النساء وقهرهن فإنني لن أنسى الإشارة إلى أن 60في المئة من القضايا في المحاكم العامة تخص قضايا (الطلاق، الخلع، النفقة، الزيارة)!! ما كل هذا الظلم الواقع على هؤلاء النساء، ولماذا لا تنتهي معاناتهن، وأين ضميرنا من صور البعض منهن بالصحف وهي بكامل حجابها تحمل في يدها صك إعالة أبنائها، أو عقد إيجار شقتها وتناشد المحسنين النظر إلى حالتها. من حجب عن هؤلاء النساء حقوقهن المشروعة. حتى غابت شمس أمانيهن وتوقفت أحلامهن تماما، إننا لندعو لهن بالعمر المديد، حتى وإن كان واقعهن يقول: عيشة تقصر العمر!؟ [email protected] تويتر @Ahmed Ajab