غدا الاثنين ليس يوما عاديا بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام الذي كان مهيمنا على الحكم، وأصبح شريكا لأحزاب المعارضة، لقد تمكن المؤتمر بقيادة الرئيس السابق من تجاوز الانهيار بفعل الكتلة الشعبية التي ساندته وقدرته على إدارة الصراع مع القوى المنافسة التي تبنت فكرة الثورة. سيحتفل المؤتمر غدا بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسه، يبدو لي أن المؤتمر لم يمتلك ثقة وقوة عبر تاريخه مثل ما هو اليوم. هذه الاحتفالية التدشين لانتقال المؤتمر من الماضي إلى المستقبل. ويمثل حضور الرئيس هادي باعتباره الأمين العام للحزب في الاحتفالية دعما مهما لا للمؤتمر، بل للرئيس هادي ولمهمته التاريخية التي أسست لها المبادرة الخليجية، فحضوره سيفكك الكثير من الحواجز التي تخلقها القوى المستفيدة من عزل هادي عن حزبه، لأن عزله حسب رؤيتها الساذجة سيمكنها من إضعاف هادي ومحاصرته، وتحويله إلى خنجر للقضاء على صالح ومن خلاله يريدون إعادة بناء تحالفات تعاظم من قوتهم. من وجهة نظري، أن حضور الرئيس هادي احتفالية حزبه ضروريا للتوافق الوطني، ومهما لتفكيك الكثير من العقد التي قد تعيق التسوية السياسية. هذا لا يعني أن عدم حضور الرئيس هادي وفق حسابات هو أعلم بها سيؤثر كثيرا إلا أن غيابه سيتحول إلى مدخل للشائعات، وبداية لتعميق صراعات متنوعة في المؤتمر وخارجه. كما أن حضور هادي ضروري لفتح أفق جديد في اليمن، ومن يحاول إعاقة حضوره حسب تصوري مهموم بصراعات تحصيل القوة لا بالنتائج التي ستخدم التغيير؛ لأن اكتمال قوة المؤتمر كحزب يريد أن ينتقل إلى المستقبل من أهم المداخل الضرورية والملحة التي سيكون لها دور إيجابي في إنقاذ اليمن.