استبق حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن الخلافات التي كان متوقعاً أن تنشأ داخل مؤتمره، المقرر عقده هذا الشهر، بين أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبد الله صالح على رئاسة الحزب بإعلانه إلغاء المؤتمر والاكتفاء باحتفال كبير بعد غدٍ الإثنين سيحضره قرابة سبعة آلاف من قيادات الحزب. وقال قيادي في الحزب مناصرٌ للرئيس هادي إن علي صالح سيستعرض شعبيته داخل الحزب من خلال هذا الحشد الكبير للقيادات لإرسال رسالة لأطراف كثيرة خارجية وداخلية مفادها أن صالح مازال الأقوى والأكثر حضورا في المشهد السياسي. وبإلغاء المؤتمر، يضمن قادة أكبر الأحزاب اليمنية عدم انقسامه أو ظهور خلافات هادي وصالح على زعامة الحزب إلى العلن. وتتواصل التحضيرات المكثفة لإقامة الاحتفالية الكبيرة في الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب بحضور رئيسه صالح وسط احتمالات غياب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي. وفي تعليقه على صراع الأجنحة داخل المؤتمر، قال سكرتير صالح، الإعلامي أحمد الصوفي، إنه إذا لم يكن هناك انقسامات داخل المؤتمر فهو حزب معاق، مضيفاً، في تصريحات صحفية، أن هناك من تمرسوا على منظومة المؤتمر في سياق تجانسها مع منظومة السلطة وهؤلاء هم أبناء البيت وهناك من دخلوه طارئين ولم يسدّدوا اشتراكاً واحداً أو يشاركوا في اجتماع إذا لم يكن لهم فيه أطماع أو حوافز أو رغبة في الوصول إلى السلطة. وتابع «البعض قرأوا الدور التاريخي للزعيم علي صالح في علاقته بالمؤتمر الشعبي العام، ثم اعتقدوا أنهم اليوم يستطيعون أن يغتصبوا المؤتمر ويستولوا عليه، ومثل هذه المشروعات موجودة بل إن الرهان الرئيسي الآن هو الانقلاب على صالح». وقال الصوفي إن هؤلاء كالذين فكروا في اغتصاب السلطة وكانوا يراهنون دون علم على أن السلطة شيء والكيان التنظيمي للرئيس شيء آخر، وأنه يمكنهم إذا ما التهموا واحدة فالأخرى ستكون في معدتهم، وأكمل «الآن اتضح أن المؤتمر كيان مستقل وقادر على أن يعيش ويتقدم بفاتورة تظلماته، وقدّم قائمة بكل المبعدين بشكل أرعن ومتعسف، كما استطاع أن يتقدّم برؤية فيما يتعلّق بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية»، مضيفاً «المهم أن المؤتمر استطاع أن يبرهن خلال أشهر أنه مازال محور الحياة السياسية في اليمن».