فرحة العيد الحقيقية تجدها في التواصل الإنساني، ومعايدة الأهل والأصدقاء والجيران وأهل الحارة والأقارب وصلات الأرحام، تهنئة بقضاء شهر من العبادة والتقرب إلى الله، والعودة من سياحة روحية في رحاب الشهر الفضيل ومباركة لهم بالعيد، وتبادل الأمنيات والدعوات الصالحات أن يجعلنا الله (من عواده) في عامنا المقبل، وأن يمتعنا بالصحة والصلاح والنجاح والفلاح. إلا أن أعمق أشكال التواصل الإنساني في العيد هو معاودة المرضى الذين أرادت مشيئة الله أن يقضوا العيد ملازمة لسريرهم الأبيض، تخفيفا لآلام معاناتهم ومشاركة لهم بفرحة العيد مما يخفف من آلامهم ويرفع من معنوياتهم ويجعلهم يشعرون بالانتماء والدفء في أحضان الأهل الذين يقاسمونهم الفرحة متمنين لهم عاجل الشفاء. ولذا آثرت أن أقضي هذا العيد بجوار والدي الذي أراد له الله أن يقضيه مريضا. شفاه الله وعافاه وقد أسمح لنفسي أن أقول إنه. أجمل عيد قضيته في حياتي رغم محنة الوالد. جميعنا تأخذنا مشاغل الحياة وضرورات العمل والمسؤوليات الاجتماعية عن أنفسنا حتى لنذهل عن أجمل الأشياء التي منحها الله لنا، فلا نستمتع بها. ومن ذلك قضاء أكبر وقت ممكن مع الوالدين، لنسترد من قربنا منهم شيئا من طفولتنا التي سرقتها المسؤوليات ونعود أطفالا كما كنا نستدفئ بظل الحماية تحت ظلهما، ونستشعر الأمان في أحضانهما. وإذا ما كبر الوالدان أو مرض أحدهما أو كلاهما سنجد المتعة النفسية حين نرد لهما بعض دينهما علينا فنحنو عليهما ونرعاهما ونسهر على راحتهما مثلما فعلا لنا ونحن كأضعف ما نكون، لم يمنعهما من السهر علينا وقضاء الليالي ساهرين ونحن نعاني المرض في طفولتنا مشاغل العمل أو مسؤوليات البيت أو المجتمع. فما الذي يمنعنا من السهر عليهم وهم مرضى اليوم.. ولماذا؟!. كنت أستصحب هذه الخواطر ويملأ قلبي هذا الإحساس ممنيا النفس بقضاء عيد أنقطع فيه عن العالم وصخبه ملازما والدي ومستأنسا بقربي منه؛ وحدنا في غرفة صامتة..، لا يقطع صمتها سوى تلاوة القرآن، وبثي لوالدي حبي له، وتأكيدي له بأنني سأظل معه رفيقا وأنيسا وخادما وصاحبا. إلا أن ولاة الأمر والأقارب والأصدقاء الأحباب جزاهم الله خيرا أبوا إلا أن يقطعوا علينا هذه الخلوة، أو بخلوا وهم الكرام بها علينا، حيث تقاطرت وفودهم الكريمة تنير وجوههم وبعطر وجودهم السمح صمت الغرفة منذ أن أقبل العيد المبارك، وهم الذين لم ينقطع سؤالهم عنه منذ أن لزم السرير ما قبل سنوات.، ولم تخل غرفته يوما من واحد أو أكثر من أبناء الأب المؤسس رحمه الله أو حفيد من أحفاده، يزورونه مواسين وداعين له بالشفاء .. وما من إجابة سوى: إنها ذاكرة الوفاء التي لا تنسى، ولا تسقط منها ورقة. ومن شب وتربى على شيء شاب عليه، فقد أحلتم همنا فرحا، فصار العيد بكم عيدين. ودمتم في رعاية الله وحفظه. www.binsabaan.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة