سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مركز الحوار بين المذاهب فرصة تاريخية لتجنب الصراعات والحروب الأهلية اعتبروا مبادرة الملك عبد الله في قمة مكة دعوة لتوحيد الصفّ .. علماء ومثقفون ل عكاظ:
أكد عدد من علماء الأمة الإسلامية ومثقفيها أن كلمة خادم الحرمين الشريفين التي افتتح بها القمة الإسلامية في مكةالمكرمة، البارحة، والتي دعا فيها لتأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية مقره الرياض، ستكون لها أصداء واسعة في أرجاء العالم الإسلامي وستجد القبول والرضى عند اتباع المذاهب الإسلامية كافة، نظرا لأهمية هذا المركز في تقريب وجهات النظر بين اتباع المذاهب والدور العظيم الذي سيقوم به في سبيل توحيد الصف الإسلامي، لافتين إلى أن تأسيس هذا المركز، وفي هذه الظروف، يضع الأمة الإسلامية أمام فرصة تاريخية تجنبها الصراعات المذهبية المتراكمة والحروب الأهلية التي نشبت وتنشب بين الحين والآخر نتيجة لتلك الاختلافات. في هذا الصدد، قال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ل«عكاظ»: «لقد عودنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المبادرات الكبيرة في اللحظات الحرجة من تاريخ أمتنا ودعوته لإنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يشكل خطوة كبيرة لمواجهة الفتن التي تهدد أمتنا كما تشكل يدا ممدودة لكل المذاهب الإسلامية كي تجتمع على كلمة سواء تحفظ بها عزتها وكرامة شعوبها». وأضاف الجوزو: «إن هذه المبادرة ستحفظ في ذاكرة الشعوب الإسلامية لقائد عربي وإسلامي كبير اسمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز». من جهته، قال الداعية الإسلامي الشيخ سعد الله السباعي: «نثمن دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الطوائف الإسلامية ونرى فيها فرصة تاريخية للوصول إلى كلمة إسلامية سواء؛ تنهي الفتن وتحفظ دماء المسلمين، وعلى كافة القيادات الإسلامية من كل الطوائف تلقف هذه المبادرة والعمل على ترسيخها والعمل بها؛ لأن الوضع الإسلامي دقيق والتضامن والوحدة هما السبيل الوحيدة لتجاوز كل الصعاب المحدقة بأمتنا». وختم الشيخ السباعي «الحوار هو المطلوب في هذه المرحلة، وهذه المبادرة الطيبة وضعت أسس هذا الحوار، حيث لن يرحم التاريخ المتخاذل في تلبية هذه الدعوة». وفي سياق متصل، قال محمد رضا نصرالله عضو مجلس الشورى: «تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في لم شمل الأمة الإسلامية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به وهي محاطة بعديد من التحديات العاملة على تمزيق وحدتها وتفريق كلمتها وبما يمثل الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مكانة عالية في الوسط الإسلامي؛ بوصفه قائدا لبلد عظيم فيه الحرمان الشريفان ومواريث الحضارة العربية والإسلامية، تأتي هذه الدعوة السامية في إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية وتقريب وجهات نظر علمائها نحو المشترك العام القائم على كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، متمنيا أن تجد هذه الدعوة السعودية أصداءها الواسعة في عموم المجتمعات في المؤسسات المدنية والأكاديمية والبحثية بحيث يقوم مركز الحوار المقترح في الرياض على أساس تجاوز الخلافات المتراكمة بين أبناء الأمة الاسلامية خاصة في هذا الظرف الدولي والإقليمي الذي يدفع لأن تكون مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفرصة الذهبية لتجنيب الأمة الإسلامية الصراعات المذهبية والحروب الأهلية. أما الدكتور سهيل قاضي: عضو مجلس الشورى السابق فقال: «إنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية الذي جاءت فكرته من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القمة الإسلامية في مكةالمكرمة من شأنه أن يرسخ قيم الحوار ويكرس معاني المحبة والتسامح في ظل التوترات الحاصلة اليوم على كل المستويات، خاصة الاختلافات المذهبية والطائفية وهذه الدعوة الكريمة جاءت في وقتها.. إن إنشاء مركز الحوار بين المذهب سوف يؤدي التلاقي في الأفكار وليس التنافر والفرقة وهذا هو المطلوب من أجل توحيد كلمة المسلمين. فيما قال الدكتور علي التواتي (كاتب): «نحن بأمس الحاجة إلى الحوار للتوفيق بين هذه المذاهب الإسلامية وإعادتها إلى حقيقتها وهي التخفيف على المسلمين لكنها حورت لتدخل فيها أبعاد سياسية ومناطقية ومصلحية فانحرفت عن غاياتها وتحولت إلى أداة للفرقة وتدمير بنية هذه الأمة وتماسكها، بدلا من أن تكون وسيلة لمزيد من التماسك ومزيد من الانفتاح على أفكار واجتهادات الآخرين طالما كنا جميعا في حدود الدين ونلتزم بمقتضياته والتي من أهمها على الإطلاق أن دماءنا بيننا حرام كحرمة يومنا هذا في شهرنا هذا في بلدنا، وبالتالي لا بد من وجود إطار تنظيمي واضح المعالم لمثل هذا الحوار حتى يتمكن العلماء في مختلف المذاهب إلى كلمة سواء تصب في مصلحة الأمة وعلى الأقل توقف هذه الحملات التكفيرية بين مختلف المذاهب والأفعال وردود الأفعال السلبية. ووصف الدكتور زهير الحارثي عضو مجلس الشورى بأنها مبادرة جاءت في الوقت المناسب: «أنا أعتقد أن إنشاء مركز للحوار بين المذاهب مبادرة لافتة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجاءت في وقتها المناسب، حيث يتعرض العالم الإسلامي لحالة من الفرقة والتشرذم والصراع المذهبي والطائفي الذي تم توظيفه سياسيا، لذلك جاءت خطوة الملك لتقطع الطريق على من يريد إثارة الفتنة بين الشعوب الإسلامية، ويضع مبدأ الحوار لمرتكز أساسي لتعزيز التضامن الإسلامي وترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش بين الشعوب الإسلامية». وأضاف: «إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تؤكد مرة أخرى على ريادة المملكة واهتمامها بالعمل الإسلامي المشترك ومكانة خادم الحرمين الشريفين كزعيم للأمة الاسلامية تعكس استشعاره بالمسؤولية تجاه العالم الإسلامي بدليل مبادرته التي أطلقها في هذه القمة». وفي ذات السياق، قال الدكتور خالد الدخيل (كاتب وأكاديمي): «إنشاء مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية مبادرة ممتازة وجاءت في توقيت مناسب وممتاز أيضا ودائما المملكة يفترض منذ زمن أن تسحب الورقة الطائفية من التداول».