أكد المفتون والعلماء في لبنان أن انعقاد قمة إسلامية استثنائية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها الأمة الإسلامية تشكل حاجة ملحة للتصدي لكل التحديات خاصة ما يحصل في سورية. مؤكدين أن توجيه الدعوة لعقد القمة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يشكل إحساسا كبيرا بالمسؤولية القيادية الملقاة على عاتقه. وقال مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ل «عكاظ»: الذي يحدث في سورية هو فتنة طائفية ومذهبية كبرى تعاون فيها جميع العاملين ضد الأمة العربية والإسلامية والذين يحاولون السيطرة على المنطقة بأسلوب أو بآخر. لذلك أصبحت القضية قضية المنطقة والمسلمين ككل، ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى مثل هذه القمة، وفي مثل هذه الظروف. في مكةالمكرمة ما هي إلا تأكيد على أهمية هذا الموضوع، و أهمية ما يجري على أرض سورية، فلا يجوز السكوت أكثر من ذلك على هذه المذابح و المجازر والدمار و الخراب الذي يقوم به النظام السوري بالتعاون مع إيران وروسيا. وأضاف الجوزو: «هناك شيء يهدد أمن المنطقة ككل، وأمن سورية ولبنان والخليج ولذلك فإن مبادرة خادم الحرمين الشريفين تأتي في وقت عصيب جدا، ونرجو الله أن تخرج هذه القمة بقرارات حاسمة من أجل مد اليد إلى الشعب السوري، وإنقاذ سورية مما تعانيه من مآس ومجازر ومذابح تقشعر لها الأبدان. هذه القمة هي مبادرة إنسانية، وأخلاقية وسياسية لا تصدر إلا عن رجل كخادم الحرمين الشريفين حفظه الله». من جهته، رئيس جمعية الدعاة الشيخ محمود صبوح قال ل«عكاظ»: «إن هذه الدعوة هي استيقاظ لقادتنا وعلمائنا والاهتمام في شؤون الأمة، فمن أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فهو ليس منهم، و من حق هؤلاء القادة و العلماء أن يقوموا بهذا العمل العظيم لأن هذه القمة تجمع سلامة الأمة والمسلمين، وتجمعهم على كلمة واحدة في توادهم وتعاطفهم كجسد الإنسان إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر». وختم: «انعقاد مثل هذه القمة في بلد كالمملكة التي باتت من الدول القليلة التي لا تتصف بالانحياز والتطرف والانقسام بين المسلمين. الدولة الوحيدة التي تدعو لوحدة المسلمين والتحابب والترابط المطلوب، التماسك والتشابك و الاستعداد للأخطار العظيمة التي تمر بها المنطقة الآن يكفل لها النجاح بإذن الله».