أكد ل«عكاظ» مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر على أهمية توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعزيز الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف. وقال: إن لخادم الحرمين الشريفين مبادرات تاريخية وقرارات هامة في مجتمعنا السعودي ليصبح مجتمعا واحدا متلاحما بمضامين المصير الواحد، مع ضمان تعددية الآراء والتوجهات؛ موضحا أن ما نعايشه حاليا من صيغ جديدة ومتنوعة للحوار الوطني تثير التفكير والبحث عن معالجات للتوصل لحلول قضايانا الوطنية في إطار المشاركة؛ وترسيخ منطق التحاور، بعدما أصبح تقبل الرأي الآخر واحترام وجهات النظر المخالفة توجها عاما أخذ يتعزز كل يوم، مشيرا إلى مشروع الوطن الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) قبل تسع سنوات وقادته رؤية كريمة وإرادة بصيرة لإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تأسيسا لقاعدة من الرؤى المتنوعة التي تثري المجتمع وقضاياه الكبرى. وأكد ابن معمر أنه حسب مشروع الحوار الوطني إنجازا مساهمته في إحداث حراك حواري وحضاري في المجتمع السعودي، فضلا عن اتساع المشاركة المجتمعية في لقاءات المركز وحواراته الوطنية المتواصلة على مدار العام، حيث يبادر المشاركون والمشاركات برؤى متباينة لمختلف القضايا التي تتماس مع قضايا المواطن ومن بينها الغلو والإرهاب والبطالة وقضايا المرأة وعلاقة التعليم بذلك، والشباب وقضايا العمل، والحوار مع الآخر وقضايا التعليم والصحة؛ ومؤسسات المجتمع، والخطاب الإعلامي الثقافي السعودي؛ وبرامج الحوار الأسري؛ والهوية الوطنية وتحديات العولمة فضلا عن البرامج التدريبية وفق بروتوكولات الشراكة المجتمعية وغيرها من القضايا والموضوعات في صدارة الأولويات. وأوضح مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن مشروع الحوار قد بادر بمناقشة القضايا الوطنية المختلفة وسعى (وما زال) على التقريب بين مختلف الرؤى للتقريب بين مختلف الرؤى والآراء وترسيخ الوسطية والاعتدال وتكوين رأي عام حول القضايا المختلف عليها، مشيرا إلى تحقيقه تسع دورات خلال السنوات القليلة الماضية، فضلا عن مساهمته في جعل ثقافة الحوار طبعا من طباع المجتمع السعودي. وفي إطار هذه الإرادة الوطنية والحضارية في مجتمعنا السعودي لفت معاليه إلى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، (حفظه الله) على تعزيز الحوار مع الآخر انطلاقا من مبادرته التاريخية والإنسانية للتعايش بين أتباع الأديان والثقافات؛ وتبني خطاب إنساني عالمي ينهض بصيانة الأسرة، ومواجهة ما تعانيه البشرية من انحدار للقيم الأخلاقية؛ ويدعو للتعايش المشترك القائم على الحوار والاحترام المتبادل، ونبذ مظاهر الخلاف والعداء والكراهية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، تلك المبادرة التي حازت على التوافق الدولي عليها لتأسيس مركز حوار عالمي يشرف بحمل اسمه الكريم (حفظه الله) يلبي تطلعات هذه المرحلة الإنسانية المعاصرة بعد صراعات عالمية طويلة، مشيرا إلى مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا الذي قال عنه: جاء ملبيا لطبيعة المرحلة الراهنة لتمهيد طريق التواصل وإرساء ودعم وتعزيز منهج التعايش والتعاون بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة ومساهمة في البحث عن إيجاد الإطار الحضاري الذي يقوم على عناصر القوة المستمدة من خلاصة التجارب الحضارية للبشرية بأسرها.