قاربت الساعة على السابعة صباحا ولم أستطع النوم نظرا لما أعانيه من آلام في جروحي فقلت في نفسي لعلي إذا تابعت التلفاز أنسى آلامي ولكن للأسف، ما أن فتحت التلفاز حتى زاد ألمي وزال أملي عندما رأيت بلدي الحبيب ينزف في سائر أنحائه منذ عام ونصف العام ولم يتبق فيه عضو سليم فسائر أعضائه تداعت بالسهر والحمى، وما إن انتهت نشرة الأخبار التي باتت كالمنشار ففي الموجز بين قتيل وجريح وفي التفاصيل تفجير وتفخيخ، حتى قررت أن أذهب حتى لو في مخيلتي للطبيب، ليس من أجل جراحي بل من أجل جراح سوريا وسرحت في خيالي وأنا أمسك قلبي بيد ووسادتي التي أغرقتها بالدموع خوفا من كلام الطبيب باليد الأخرى وما أن دخلت العيادة حتى صرخ الطبيب هذه الحالة لا تحتاج عيادة بل تحتاج ريادة، فانهمرت دموعي وتوسلت الطبيب قائلة أرجوك افعل أي شيء لوقف النزف وإلا ستموت سوريا، قال الطبيب أنت تتحدثين وكأنك لا تعلمين مدى الخطورة التي تعاني منها سوريا. فقاطعته وأنا أرتجف أتعني أن سوريا قد انتهت، فابتسم الطبيب ابتسامة صفراء وقال الأعمار بيد الله وحال سوريا يا ابنتي كحال مريض استفحل السرطان داخل أحشائه ولن يشفيه أطباء العالم ولكن قدرة الله سبحانه وتعالى الوحيدة القادرة على شفائه (يحيي العظام وهي رميم) فصرخت بحرقة وقلت للطبيب هل ستموت سوريا أم أنها ستواصل حياتها حزينة مكسورة وهي ترى الرشاشات والطائرات والدبابات والبنادق مستمرة في ذبح وقتل وتهجير أبنائها لمجرد طلبهم للحرية، فرد الطبيب باكيا مقهورا كلنا سنموت وتأكدي يا ابنتي لن يحيا جسد حر ما لم يفن جسد حر فقلت للطبيب لكن سوريا ليست جسدا سوريا هي الروح والروح لا تموت، فرد الطبيب نعم الروح لا تموت إنما ترد لخالقها ولكن يا ابنتي ادع الله أن تموت سوريا الأسد لتعيش سوريا حرة للأبد. سوسن الحاج