رغم ضخامة مسؤولياتهم في الحفاظ على سلامة ملايين المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، وما يتحملونه من مشاقٍ وصعوبات في مواجهة الطوارئ ومكافحة حوادث الحريق، أو القيام بأعمال الإنقاذ والإسعاف، والتأهب لتلبية نداء الواجب على مدار الساعة في العاصمة المقدسة طوال أيام وليالي رمضان، إلا أن رجال الدفاع المدني من الضباط والأفراد العاملين في الميدان، يبادرون بعمل الكثير من الأعمال التطوعية، إلى جانب مهامهم الوظيفية من أجل مساعدة ضيوف الرحمن، وتيسير أدائهم لمناسك العمرة. تقديم المساعدة النقيب محمد بن علي الشهراني ضابط الرصد بقوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة رمضان بالعاصمة المقدسة، يتحدث عن ذلك فيقول، كثيراً ما يلجأ المعتمرون إلى طلب المساعدة من رجال الدفاع المدني، للاستفسار عن مكان ما، أو طريق ما، حيث تختلط عليهم الطرق والأماكن في العاصمة المقدسة، والبعض الآخر قد لا يحتاج حتى إلى طلب المساعدة، حيث يبادر رجل الدفاع المدني لتقديمها فور رؤيته لمعتمر مسن يحتاج إلى من يمد له يده ليهبط من الحافلة أو يصعد بعض الدرج أو معتمرة تجلس على كرسي متحرك، ومثل هذه الأعمال التطوعية تحقق سعادة داخلية لرجل الدفاع المدني ورجال الأجهزة الأمنية عموماً. والذين يستشعرون مسؤوليتهم في الحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ويبذلون كل جهد من أجل ذلك حتى وإن تطلب الأمر أداء بعض الأعمال التطوعية خلال الأوقات التي لا يكون رجل الدفاع المدني مكلفاً بمهمة محددة، وحتى أثناء أداء المهام متى سمحت الظروف بذلك. دوريات السلامة ومن الميدان أيضاً يقول حابس الشمري، بالطبع هناك مهام محددة لكل رجال الدفاع المدني، فهناك فرق الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والدراجات النارية والرصد والمسح الوقائي ودوريات السلامة والحماية المدنية، وكل مهمة لها وقت ومكان يهدف إلى توفير أعلى درجات الحماية من المخاطر لضيوف الرحمن من المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، لكن يحدث أن يطلب أحد هؤلاء المعتمرين مساعدة ما من أحد رجال الدفاع المدني وخاصة المتواجدين في محيط الحرم، فيسارع إلى ذلك بكل رضا وإخلاص لأن الهدف واحد وهو راحة وسلامة المعتمرين وتيسير أدائهم لمناسكهم، وتقديم صورة مشرفة لما تبذله بلادنا المباركة من جهد وإمكانات لخدمة الحرمين ورعاية المعتمرين والحجاج. وأضاف «في الأوقات التي لا أكون مكلفاً بمهمة محددة أتفقد ضيوف الرحمن العابرين باتجاه المسجد الحرام وأبادر إلى مساعدة كبار السن منهم، وطلباً للأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى قي هذه الأيام المباركة». الدعوات الطيبة أما الجندي تركي العتيبي، فيقول يدرك المعتمرون والزوار أن رجال الدفاع المدني موجودون من أجل راحتهم وسلامتهم، دون أن يدرك كثير منهم طبيعة عملنا، والتي تختلف عن الأجهزة الأمنية الأخرى، لذا تراهم يلجأون إلينا في أمور كثيرة لا علاقة لها بأعمالنا الوظيفية، ونحن نجد سعادة في مساعدتهم ونسعد أكثر بالدعوات الطيبة التي يدعون الله سبحانه وتعالى بها، وأذكر هذه الكلمة الجميلة والدعاء البسيط لبعض المعتمرين العرب «الله يقويك يا ابني ويجزيك كل الخير». إنسانية ووظيفية وفي السياق ذاته يقول الجندي خالد المالكي، من قوة الدفاع المدني بالحرم لا يستطيع رجل الدفاع المدني في بعض الأحيان، أن يفصل بين مهامه الوظيفية ومهمته الإنسانية، التي ترسخت داخله عبر سنوات من العمل في جهاد الدفاع المدني والذي يعنى بسلامة الأرواح قبل أي شيء آخر. وأضاف، «خلال التواجد في الحرم الشريف أو ساحاته الخارجية، يحدث كثيراً أن تجد معتمراً بحاجة إلى المساعدة لأنه تاه عن زوجته أو معتمرة خائفة تبحث عن طفلها الذي اختفى في الزحام أثناء الطواف أو السعي، بل إن بعضهم يسأل أحياناً عن أين يجد الماء للشرب أو الطعام ليشتريه وآخر يسأل عن مكان صيدلية لشراء الدواء، وما أكثر من يسألون عن مكان الفندق الذي يقيمون به، وغيرها من الأعمال التطوعية البسيطة التي يبادر رجال الدفاع المدني للقيام بها عن طيب خاطر ،سائلا الله سبحانه وتعالى القبول وأن ينفعهم بدعوات ضيوف الرحمن، والتي ينطقون بها بكل اللغات. مختلف اللغات ويقول الجندي مشاري السبيتي، إنه ليس مستغرباً أن تجد أحد رجال الدفاع المدني يتحدث إلى أحد المعتمرين باللغة الهندية أو السندية أو الأوردوية أو البنغالية، ليرشده إلى مقر إقامة بعثته أو يدله على مكان يريد الذهاب إليه في مكةالمكرمة، أو يعاونه على صعود الحافلة. وأضاف، «ما أكثر المشاهد التي نرى فيها رجال الدفاع المدني بملابسهم المميزة، يساعدون معتمرة مسنة أثناء أداء مناسك العمرة أو يرشدون أخرى لمكان الحصول على بعض الخدمات، مقدمين بذلك صورة رائعة لجهود المملكة في رعاية ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وسلامتهم مستشعرين في ذات الوقت مسؤوليتهم الكبيرة وساعين بكل تفانٍ وإخلاص لأدائها على الوجه الأكمل واستحقاق شرف وثواب خدمة المعتمرين والزوار لبيت الله الحرام في شهر القرآن. ابتسامة جميلة ويقول الرقيب على العتيبي : «ما أكثر كلمات الدعاء بالتوفيق والسلامة التي يودع بها المعتمرون رجال الدفاع المدني بعد تلقيهم للمساعدة أو الرد على استفساراتهم، حيث يصحب هذه الدعوات بابتسامة جميلة وعبارات شكر وتقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - يحفظه الله - لما تبذله الدولة من إمكانات هائلة لراحة ضيوف الرحمن في موسم العمرة.