وجه كل من جون ماكين وجوزيف ليبرمان ولندسي غراهام. وهم أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة مفتوحة إلى إدارة الرئيس أوباما بعنوان «مخاطر عدم التدخل في سورية» جاء فيها: «في الوقت الذي تتصاعد حدة الصراع في سورية،وتتجدد مناشدات المعارضة للعالم بتقديم المساعدة. تبدو مقاربة إدارة أوباما بعدم التدخل في تناقض متزايد مع قيم أمريكا ومصالحها. ثمة من ذكر أن النجاحات التي حققتها المعارضة مؤخرا تثبت أن هذه المعارضة في طريقها إلى تحقيق النصر، وأنها بالتالي ليست بحاجة إلى مساعدتنا. غير أن المؤسف أنه في الوقت الذي تعاظمت فيه قوة الثوار في الأشهر الماضية يبدو أن نظام بشار الأسد بعيد عن نهايته. إذ أنه بادر إلى تصعيد عملياته الشرسة والعنيفة ضد المدنيين عبر استخدام الدبابات والمدفعية والمروحيات الحربية وعصابات الشبيحة والقناصين، وللمرة الأولى الطائرات القتالية، في وقت يقوم «حزب الله» وإيران بتدعيم هذا النظام بالرجال والمعدات لأن قيادتيهما تدركان أن سقوط ألأسد سيكون ضربة قاسية لهما. فيما روسيا والصين تواصلان توفير الغطاء الدبلوماسي لوحشية الأسد. ونحن نأمل أن ينتصر الثوار في نهاية المطاف.لكن المهم هو السرعة والطريقة التي سيتم من خلالهما ذلك. فكل الدلائل تشير إلى أن الأسد وحلفاءه سوف يقاتلون حتى الرمق الأخير. غير عابئين بما يصيب البلاد من تمزق بدلا من تسليم السلطة بصورة سلمية. إن تنصل واشنطن من هذه الأزمة يحمل في طياته أكلافا باهظة بالنسبة للشعب السوري وللمصالح الأمريكية. فالنظرة إلى الولاياتالمتحدة في أرجاء الشرق الأوسط تعتبر أن موقفها الرسمي هو بمثابة الموافقة على تواصل إراقة دماء العرب والمسلمين المدنيين. وهذا التردد الأمريكي من شأنه أن يشكل هاجسا قد يلاحق أمتنا على مدى السنوات القادمة.كما أن هذا التردد يعني أنه بعد سقوط ألأسد لن يشعر الشعب السوري بالارتياح تجاه أمريكا. للولايات المتحدة مصالح مهمة في سورية ذات علاقة بالأمن القومي. منها منع استخدام أو نقل ترسانة النظام الهائلة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، والحؤول دون تمركز القاعدة في الأراضي السورية والشرق الأوسط. إن عدم التدخل الأمريكي في الأزمة السورية يسمح لها بأن تطول وبأن تصبح أكثر دموية، ولم يفت الآوان بعد على أن تبادر الولاياتالمتحدة إلى تبديل مسارها، والمسارعة إلى تزويد المعارضة بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية والتدريب . ومهما كانت مخاطر مثل هذا التدخل فإنها تبقى أقل بكثير من مخاطر البقاء متفرجين» .