بداية لابد من الإشادة برجال الأمن الساهرين على تنظيم حركة الحشود إلى ومن الحرم في هذا الشهر الفضيل وخاصة رجال المرور فلهم منا كل الحب والتقدير، وكلنا يعلم أن للمرور خطة ميدانية مدروسة لتحقيق انسيابية الحركة في مسارات الطرق للدخول إلى مكة والطرق المرتبطة بمركزية الحرم.. وما أورده هنا من ملاحظات إنما هي تغذية راجعة لما نراه على أرض الواقع من تطبيق للخطة المرورية هذا العام وقد تستفيد منها إدارة المرور في الخطط البديلة أثناء التنفيذ وتمنيت على إدارة مرور العاصمة المقدسة أن تعلن عن خطتها لشهر رمضان في مؤتمر صحافة تعقده للصحافيين والمهتمين من ذوي العلاقة قبل دخول الشهر الفضيل لتتناوله وسائل الإعلام المختلفة بما يحقق وعي المجتمع وتضافر الجهود كما تمنيت طباعة مطوية الخطة المرورية إلى ومن مركزية الحرم تتضمن كروكي الخطوط المحورية وتعليمات حركة السير ومواقف حجز المركبات والنقل العام وتوزيعها الكترونيا أو عند نقاط الفرز في مداخل مكةالمكرمة ليطلع عليها كافة القادمين إلى مكة للتجاوب مع معطيات الخطة وتسهيل مهمة رجال المرور وخاصة ما يتعلق بخطة السير خلال العشر الأواخر. أحد المعتمرين تحدث إلي في هذا الشأن مشيدا بتجربة فرز المركبات على الخط السريع بين جدةومكةالمكرمة حيث قال: إن الحركة فيها انسيابية مريحة والمواقف متاحة والحافلات جاهزة للنقل إلى مكةالمكرمة ودوريات الحراسة تجوب المواقف على مدار الساعة إلا أن المواقف غير مرقمة مما يستغرق وقتا طويلا للبحث عن السيارة عند العودة من مكةالمكرمة كما أنها تفتقر إلى دورات المياه وهي ضرورية جدا وخاصة بالنسبة للعائلات والأطفال ولم يفهم صاحبنا السبب الوجيه من تسجيل رقم السيارة الداخلة للمواقف في إيصال الدخول لها أو الحكمة من صرف إيصال لدخول المواقف. وفي نطاق مركزية الحرم لاحظت مساحة محددة تصطدم فيها حشود المشاة مع حشود المركبات في أوقات الخروج من الحرم وتضطر المركبات للتوقف لوقت طويل وفي ذات الوقت تشكل إعاقة لحركة المشاة، كما أن نقاط غلق الطرق أمام المركبات قبل الصلاة غير مدروسة بشكل جيد مما يزيد من التزاحم في منطقة ضيقة دون أي ترتيب لخروج المركبات من الزحمة أو تفادي وصولها إلى نقاط الإغلاق ويمكن القول إن الذروة في مركزية الحرم في العشر الأواخر تمتد إلى (15) ساعة من الثالثة عصرا وحتى السادسة من صباح اليوم التالي وتكون شدتها بعد الخروج من الصلوات.. وحسب المصادر المرورية فإن خطة هذا العام اعتمدت على ثلاثة محاور هي لا للمنع كأساس للانسيابية ثم المنع التدريجي في منطقة حشود المشاة وتشغيل الحركة الترددية عقب صلاة التراويح والتهجد وهي محاور منطقية وتتطلب تقسيم محيط الحرم إلى ثلاثة نطاقات خلال الذروة تبدأ بالمنطقة الحمراء وتخصص فقط للمشاة وتخضع للمنع التدريجي للمركبات تليها المنطقة الصفراء وتخصص للرحلات الترددية بحافلات النقل العام وحافلات الفنادق فقط ويمنع دخول غيرها من المركبات في وقت الذروة ثم المنطقة الخضراء وهي مفتوحة لكافة المركبات والعلاقة بين الأعداد المتوقعة من الحشود البشرية والمركبات ومدى اتساع النطاقين الأول والثاني ومدى فترة الذروة هي علاقة طردية بمعنى أن يتسع مدى النطاقين الأول والثاني وتمتد فترة الذروة كلما توقعنا عددا أكبر من الحشود البشرية، فالمشكلة إذن تكمن في تحديد النسبة والتناسب في هذه العلاقة وتحديد نقاط الفصل بين النطاقات الثلاثة في مداخل ومخارج مركزية الحرم لضمان انسيابية الحركة للمشاة والمركبات كأن يمتد على سبيل المثال النطاق الأول باتجاه الجنوب من باب الملك عبدالعزيز إلى نفق طريق الأمير متعب لمن أراد الخروج إلى مواقف الحجز بالخط السريع وإلى نفق ريع بخش لمن أراد الخروج إلى مواقف كدي وتكون حافلات النقل العام للرحلات الترددية بانتظارهم عند نقطتي نهاية النطاق الأول كما يمكن مد النطاق الأول باتجاه شارع إبراهيم الخليل إلى أول تقاطع باتجاه المسفلة وتخصيص رحلات ترددية من نقطة التقاطع إلى خارج مركزية الحرم ومن جهة الغزة إلى تقاطع السليمانية وهكذا.. وتتطلب البنية التحتية لإدارة الحشود في مركزية الحرم استثمار مواقف للمركبات سواء أرضية أو متعددة الأدوار عند مخارج الأنفاق بنهاية النطاق الثانى على محيط الحرم لتوزيع الطاقة الاستيعابية وتشغيل نفق المشاة الموازي لنفق طريق الملك عبدالعزيز برحلات ترددية بالحافلات أو عربات القولف، كما يمكن الاستعانة بالكراسي المتحركة لتأجيرها لكبار السن لقطع مسافة النطاق المخصص للمشاة في مركزية الحرم إلى حين التفكير في السيور المتحركة للنطاق الأول مستقبلا أو إيجاد أي حلول أخرى. ولعله من المناسب أن يستعين المرور بطائرات الأمن العمودية المخصصة للدفاع المدني لرصد حركة الحشود في وقت الذروة كما يمكن الاستعانة بأنظمة ذكية متقدمة في هذا الشأن.