كشف القادة الأمنيون في ملتقى «عكاظ» الإعلامي في حلقته الثانية عن تطبيق مشروع متابعة الخطط الأمنية والمرورية خلال موسم الحج هذا العام عبر بث مباشر لكاميرات مراقبة جوية في الطائرات العمودية؛ تنقل سير الخطط ميدانيا لغرفة القيادة والسيطرة. وستكون مهمة تلك الكاميرات رصد السلبيات ومعالجتها وتوثيق الجوانب الإيجابية في خطط إدارة الحشود وانسيابية الحركة المرورية في المشاعر المقدسة. وأكد القادة الأمنيون على رفض أية محاولات لتسييس الحج أو محاولة العبث بأمن الوطن، والأجهزة الأمنية في المشاعر المقدسة أخذت كل الاحتياطات الكاملة من حيث رصد أي مظاهر غير طبيعية أو مظاهر مخلة بالأمن أو أي أمر يخشى من خلاله أن يكون هناك أي اعتداء أو تغيير لسلوك الحج.. إلى تفاصيل: «عكاظ»: تشهد مواسم الحج تجمعا بشريا كبيرا وفق نطاق محدود ما يبرز أهمية إدارة وتنظيم الحشود، كيف هي استعداداتكم في مواجهة الحشود البشرية؟ يجيب مساعد مدير الأمن العام للتطوير والتدريب اللواء سعد الخليوي: حج هذا العام يضاف إلى المواسم الأربعة الماضية في تطبيق منظومة حركة تنظيم المشاة التي تتميز بالمرونة مع المستجدات في الساحة، وهذا العام يدخل قطار المشاعر وإضافة تسع محطات تحتاج إلى إدارة وتنظيم بالنسبة إلى المتجهين من وإلى القطار وإدارة تنظيم المشاة تواكب المتجهين وإدارة الحركة مع المتغير الناتج، كما أن هناك هذا العام تشغيل المرحلة الثالثة لترددية النقل؛ مما يحتاج إلى منع دخول المشاة على الطرق وكذلك لتتم سرعة النقل. وتتعامل إدارة تنظيم المشاة مع الكثافة الهائلة للحشود حسب المواقع ويسبق البدء في المهمات مشاركة ست مدن تدريب وهي الرياض، مكة، المدينة، القصيم، الشرقية، وعسير جميع العاملين بها يشاركون بعد إعدادهم لدعم العاصمة المقدسة وأيضا لإدارة الحشود في الحرم وساحاته وإدارة الحركة لأكثر من مليوني شخص في شهر رمضان وإدارة الحركة داخل الحرم المكي، ما جعلهم يأخذون تدريبا وتمرينا حيويا ومهما لمهمة الحج، أما في ما يتعلق بالمهمة فقد تم التدريب والمحاكاة على المهمة مع التأكيد على قدسية هذه المشاركة واستشعار قدسية العمل وأن تكون بالصورة التي ترضي الله في المقام الأول، كما أقيم برنامج بالتعاون مع الجامعات واستقطاب أساتذة لإعطاء دروس في فن الاتصال والتعامل وكذلك الحرص على تقديم الخدمات الجيدة والجديدة واستشعار قدسية المهمة وترقب الله. • كيف ستتم إدارة الحشود في منطقة الجمرات في موسم حج هذا العام، وهل هناك تغييرات في الخطة؛ نظرا لاقتطاع مسارات القطار جزءا من المنطقة؟ يجيب اللواء سعد الخليوي: خطة المشاعر المقدسة تمر بمراحل عدة، حيث يصل الطلاب إلى المشاعر مع بداية شهر ذي الحجة، وهناك تدريبات صباحية وتطبيق العمل على جميع الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات مع العلم أن مساحة منى قرابة ثلاثة كيلو ونصف الكيلو وتعرف الطلاب إلى أهم المعالم من اتجاه الحرم والمواقع المهمة والمرحلة الثانية تبدأ من اليوم الخامس حتى صبيحة اليوم الثامن ويكون فيها التشغيل بنسبة 20 في المائة بعد ذلك ترتفع إلى 50 في المائة يوم الثامن وإرسال رسالة للحجاج بعدم دخول الأمتعة وعدم الافتراش من الطرق من وإلى الجمرات وكل ما تدخل تحت مسؤولية إدارة تنظيم المشاة إلى الصعود لعرفات والمرحلة الثالثة من الساعة الثامنة مساء من ليلة العيد يتم تحويل طريق المشاة إلى المظلات وتمكين دخول الحافلات إلى بطن منى، بعد ذلك يتم القفل وعند الرجوع من الرمي وهي من المراحل المهمة وأغلب المواقع تعد ساخنة ويمنع حمل الأمتعة والافتراش وكذلك عدم وجود ارتداد والمرحلة الأخيرة والمهمة هي يوم الثاني عشر، حيث تتم متابعة طريق النفرة وخطة سير المشاة بكامل القوة، كما يتم بعد الرمي وفي طريق شارع صدقي والششة والطرق المؤدية للحرم تفتيت الكتل البشرية لمنع وصولها إلى الحرم في وقت واحد، ويتم امتصاص السير لعشر دقائق حتى يتم ضمان عدم الوصول في وقت واحد إلى الحرم. • هناك بعض الجهات تسعى إلى تسييس الحج من خلال محاولة إقحام القضايا السياسية واستغلال الحج، هل هناك خطة خاصة لمنع أية محاولات لاختراق الخطط الأمنية في موسم الحج أومحاولة إثارة أي شغب أو فتن أو أمور سياسية تعكر صفو الحج؟ يجيب مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء خضر الزهراني: الحج عبادة ومن يخالف أو يأتي لهدف آخر فأنظمة الدولة تمنع ذلك، وكما تعلمون فإن الأجهزة العاملة في الدولة توضح هذا الأمر وتنشره في وسائل إعلامها، وبالتالي بعثات الحج على علم ودراية بهذا الأمر، ومن يريد أن يحول هذا الأمر إلى خلاف ما هو مقصود فإنه سيقابل بالمنع، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية دائما ما يركز على أن الحج للحج، وغيره لا مكان له، لذلك فإن الأجهزة الأمنية؛ سواء الأمن العام أو الأجهزة الأخرى المعنية بمثل هذه الأمور لا تقبل أية مساومة في ما يتعلق بأمن هذا البلد، ولن تترك الجهات الأمنية الفرصة لأي أهداف أو مأرب أخرى، وبالتالي فإن الخطط موضوعة، وهناك احتياطات مأخوذة في عين الاعتبار. • شهدت المملكة في السنوات الماضية محاولات فاشلة لعمليات إرهابية لزعزعة الأمن وقوبلت بالردع من قبل الجهات الأمنية، هل لديكم خطط لمواجهة مثل هذه الأمور، وماذا عن حفظ الأمن في المواقع المهمة والمنشآت الحيوية؟ يجيب اللواء خضر الزهراني: هنالك خطط لهذا الأمر، والأجهزة الأمنية في المشاعر المقدسة أخذت كل الاحتياطات الكاملة من حيث رصد أي مظاهر غير طبيعية أو مظاهر مخلة بالأمن أو أي أمر يخشى من خلاله أن يكون هناك أي اعتداء أو تغيير لسلوك الحج أو من قصد هذه الأماكن المقدسة، وبالنسبة للشق الثاني من السؤال فإن الأماكن المهمة التي ذكرت في السؤال اتخذت جميع الخطط المناسبة من حيث توفير الحراسات الأمنية ومستمرة خلال 24 ساعة، وهناك قوة مخصصة لأمن الأنفاق، بالإضافة إلى أن الزملاء في المرور لديهم خطط تتعلق بالسير وجهات أخرى معنية بتدفق الحشود، وهذه المواقع لها قوات كافية لبسط السيطرة الأمنية عليها. • من المؤكد أن هناك طلعات جوية ينفذها الأمن العام خلال موسم الحج، فما المهمات التي ستوكل لرجال الأمن في الأجواء من حيث المناطق التي سوف يكون هناك تركيز عليها؟ يجيب مساعد قائد المتابعة الجوية في الأمن العام العقيد شعيل الشعيل: المتابعة الجوية معنية بتنفيذ الخطط المرورية والأمنية والمشاة لإعطاء المؤشرات الإيجابية والسلبية في وقتها، والنطاق الجغرافي أو مسرح العمليات التي تمارس من خلالها المتابعة الجوية هي مكة والمشاعر المقدسة من دخول الحاج إلى العاصمة المقدسة وإلى خروجه؛ ابتداء من حجز المركبات الصغيرة مرورا بالطرق المؤدية إلى المنطقة المركزية للحرم والطرق المؤدية للحرم والطرق المؤدية التي تربط المشاعر المقدسة، سواء مستقلي المركبات أو المترجلين على الأقدام. والواقع أن المتابعة الجوية تساندها في هذا الجانب قيادة القوات الجوية في مساعداتها على عدد من الطائرات التي تمكنها من تنفيذ خططها على أكمل وجه، ويبدأ تنفيذ الخطط من الخامس من ذي الحجة إلى ثالث أيام التشريق، نغطي خلالها المشاعر والعاصمة المقدسة من شروق الشمس إلى غروبها، ووضع جدول للرحلات تتناسب مع أوقات الذروة ومع المتطلبات الأمنية والمرورية والمشاة وحددت أوقات الذروة بعناية بحيث تركز عليها في تكثيف الرحلات وتوجيه كافة الإمكانيات، من حيث طائرات تحمل كاميرات بث مباشر مرتبطة بالقيادة والسيطرة تنقل لكافة المسؤولين، والمؤشرات الإيجابية والسلبية تعطي القائد الميداني فرصة تعزيز الجانب المعنوي في حال تسجيل إيجابيات والاستمرار في تنفيذ الخطة نفسها، أما في تسجيل الجانب السلبي فإنه في حال وجود كثافة قدوم أو ما يعيق حركة المشاة أو المرور أولا بأول بحيث يتم توجيه القائد الميداني العاملين في هذه النقطة لمعالجة الوضع على أسرع وجه أو توجيه الخطط إلى الخطط البديلة إذا كان الأمر يستلزم تطور موقف والسيطرة عليه، حيث تتولى المتابعة الجوية وسيلتين لنقل المعلومة من خلال النقل المباشر عن طريق أجهزة الاتصال اللاسلكي عبر القائد الميداني مباشرة أو بث الصور والمشاهد الحية لغرفة القيادة والسيطرة التي تكون العنصر الأساس في تلقي البلاغات. «عكاظ»: هل هناك تقنيات حديثة هذا العام لرصد المناطق الحدودية حول مكةالمكرمة من حيث رصد الكثافة ورصد المخالفين عن طريق الجبال والمناطق الترابية؟ يجيب اللواء خضر الزهراني: هناك معلومات موجودة لتغطية كاملة عن طريق الكاميرات ومعرفة المداخل والمخارج التي من الممكن أن تستغل، وبالتالي لدينا القدرة على نقل صورة حقيقة وواضحة لهذه الأماكن، ومن بعدها القوات المنتشرة ميدانية تؤدي الإجراءات اللازمة، لذلك تلك المناطق مغطاة تغطية كاملة، وهذه لم تأت من فراغ بل من خلال خطط مسبوقة وضعت لحل مثل هذه الإشكاليات. «عكاظ»: طبقا لتقديرات غير رسمية هناك أكثر من 500 ألف من أبناء الجاليات الآسيوية يقيمون في مكة، وهم بالطبع يختبئون بين الحجاج وما زال هذا الأمر يعتبر هاجسا مزمنا سنويا، هل هناك خطط للحد من دخولهم المشاعر؟ يجيب مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء خضر الزهراني: هذه فعلا معضلة أزلية، لكن الدولة في الفترة الأخيرة بفضل الله أجرت خططا في هذا الجانب في الموانئ وما يتعلق بالبصمة وما يتعلق بمشروع تطوير المناطق العشوائية في المنطقة الغربية ومن ضمنها المعالجة الأمنية لهؤلاء الأشخاص إنما بالنسبة لنا كجهاز أمني وكما تعرفون أن الإشكالية تكمن في المواطن الذي يستخدم مثل هذا الفئة، فلو المواطن التزم بالتعليمات والأنظمة، ولم يعتمد على هذه الفئة لما وجدت مثل هذه الأعداد المتسربة في المشاعر المقدسة، فالمخيمات تحت حراسات مدنية بالإضافة إلى الحراسة الأمنية بحيث يضمن عدم دخول أو خروج أو عمل سوى الأشخاص المرخص لهم، ولديهم إقامات سارية المفعول. ضيوف الملتقى اللواء خضر الزهراني مساعد مدير الأمن العام لشؤون الأمن اللواء سعد الخليوي مساعد مدير الأمن العام للتطوير اللواء سليمان العجلان مدير عام المرور العميد محمد المرعول مدير العلاقات العامة والاعلام في الأمن العام العقيد شعيل الشعيل مساعد قائد المتابعة الجوية في الأمن العام فريق عكاظ ماجد المفضلي هاني اللحياني حاتم المسعودي علي غرسان محمد العميري سلمان السلمي