كيف يقضي الأجانب غير المسلمين أيام رمضان هنا في جدة؟ آرثر ماري الجنوب أفريقي يقول إنه كان يحمل انطباعا مختلفا عن الشهر الإسلامي لكن وجوده في المملكة أزاح عنه كثيرا من المفاهيم المغلوطة وهو مثل غيره يعيشون أيامهم ولياليهم ويشعرون بالتغييرات في نمط الأطعمة والحراك الاجتماعي والسهرات الرمضانية البديعة. يقول آرثر «في أول رمضان شعرت بصعوبة في التأقلم مع عدم تناول الأكل والشرب في نهار رمضان.. ولكن مع الوقت تعودت على ذلك. وسبق لي تلبية العديد من دعوات الإفطار من أصدقاء مسلمين وكنت أشعر بسعادة غامرة فقد شعرت فيهم الكرم والسماحة والحسنى»، ويلمس آرثر التقارب الاجتماعي بين المسلمين في هذا الشهر. ويقول «إن تخفيض ساعات العمل للمسلمين في رمضان يؤكد سماحة الدين الإسلامي» ويصف القرار بأنه خطوة جميلة ويضيف أنه سيجرب الصيام في وقت لاحق. الفلبيني إيريك داماسو، مدير التدريب في إحدى المؤسسات يعيش في المملكة قرابة 13 سنة، ويذكر أنه حاول أن يصوم في فترة من الفترات لكنه وجد صعوبة في ذلك.. وحكى عن معاناته في أول رمضان مع وجبة الغداء إذ أنه لايستطيع أن يتناولها حتى يغادر زملاؤه المسلمون.. لكنه وعاد وقال (أنا سعيد بتقليص ساعات العمل في رمضان). أما لويد وايتلي – بريطاني- مدير لأحد المصانع فحكى عن تجربته مع رمضان وقال إن أول قدومه للمملكة تصادف مع دخول شهر رمضان لكنه استطاع التأقلم مع المناخ الرمضاني برغم أن الأمر كان جديدا ومدهشا له وقال إن زوجته تغادر إلى بريطانيا في هذا الشهر وأضاف لويد (قيادة السيارة في ليالي رمضان في مدينة مزدحمة مثل جدة ضرب من ضروب المغامرة هناك زحام هائل لكن المواطنين لطيفون ومهذبون). أما جورج باباكوستاس –يوناني الجنسية- أكد أنه يحترم الدين الإسلامي وتعاليمه وأنه سعيد للغاية في رمضان لأنه يرى السعادة في وجوه المسلمين.. فهو يعتقد أن رمضان بمثابة احتفال للمسلمين..ويتبادل معهم التهاني. وروى باباكوستاس عن موقف حدث معه في أول رمضان حيث إنه قاد السيارة في فترة ما بعد الإفطار ووجد الشوارع خالية وعند عودته كانت الساعة قاربت على منتصف الليل.. وبدت الشوارع مكتظة بالسيارات كأنها مدينة أخرى غير التي رآها بعد الإفطار!