مع دخول شهر رمضان المبارك يتفق القائمون على المساجد مع محسنين لتقديم مساعدات مالية وعينية لتوفير وجبة إفطار صائم على مدار الشهر المبارك. ويتوجه آلاف العمال في السعودية مع اقتراب موعد الإفطار إلى خيام الإفطار الرمضانية المنتشرة حول المساجد في كافة المدن والمحافظات لتناول وجبات الإفطار المجانية، وهم في معظمهم من العزاب الذين لا يجدون الوقت الكاف لإعداد الطعام أو التوفيق بين العمل وتجهيز وجبة الإفطار في وقتها. ومن خلال جولة ل «عكاظ» على هذه المخيمات أشار عدد من رواد هذه المخيمات إلى أن الخطوة إيمانية نابعة من التراحم والتواصل الإسلامي ومساعدة المحتاجين من العمال المسلمين الذين يقصدون هذه المخيمات لتناول وجبة الافطار. وقال مصطفى محمود (مقيم مصري) إنه يحبذ هذه الخطوة الإيمانية التي تشعر الجميع بروحانية شهر رمضان، وهي تبرز عظمة الشهر الكريم في المملكة وتجمع آلاف العمال على هذه المخيمات لتناول الإفطار المقدم من الجمعيات الخيرية المنتشرة في كل مدينة وقرية، ويجعل العمالة تتقيد بالتعاليم الإسلامية من حيث الإفطار مع سماع الأذان والذهاب إلى المسجد المجاور للخيمة لأداء الصلاة. أما هيثم السلامة (مقيم سوري) فذكر أن وجود هذه الخيام خفف من معاناة الآلاف من العمالة المتواجدة في الأحياء والمدن الكبيرة في المملكة التي لا تستطيع شراء وجبة الإفطار اليومية أو إعدادها، وامتدح هذه اللفتة الإيمانية التي تدل على رحمة أهل المملكة بالعمال وكرم المسلمين واحترام مشاعرهم في هذا الشهر الفضيل الذي يقصد الجميع الرحمة من الله تعالى والتقرب بأعمال الخير وهي إطعام المحتاجين والمساكين، مؤكدا أن هذه المخيمات تمثل أبرز صور التراحم بين المسلمين وتبرز عمق التكافل الاجتماعي بين المسلمين. وأكد محيي الدين أرشد (مقيم باكستاني) أنه يرتاد المخيمات الرمضانية منذ 6 سنوات مؤكدا على أهمية هذا العمل الخيري الذي يوفر الطعام والمشرب للمحتاجين سواء في الإفطار أو في وقت السحور. واعتبر المواطن محمد الشهراني، المخيمات الرمضانية هبة من المحسنين لمساعدة العمال البسطاء الذين يشق عليهم توفير الطعام، وقال إنها فرصة سانحة للحد من المصروفات التي يدفعها شهريا على الطعام كما أنها تأتي في إطار تفعيل عمل الجمعيات الخيرية، وقال يوجد الكثير من السعوديين الذين يعملون على خدمة هؤلاء المحتاجين سواء في توفير الطعام والمياه والحث على الصلاة وتوزيع الكتب الإيمانية لشرح فضل شهر رمضان. من جهته، أبدى المواطن عبد الله الماجد عن سعادته بانتشار هذه الخيام الرمضانية من قبل أهل الخير الذين يريدون الأجر في شهر رمضان، وطالب الماجد وجود مراقبة من وزارة الشؤون الإسلامية لهذه المخيمات لتقوم بدورها الحقيقي الذي أنشئت من أجله وهو إفطار الصائمين من فقراء المسلمين على أن تعم الفائدة الجميع. وتمثل الخيام الرمضانية إحدى مظاهر البر التي يلتقي تحتها آلاف العمال الأجانب المقيمين ويتواصلون مع المجتمع من خلال مخيمات الإفطار، حيث يقدم المحسنون مساعدات غذائية ومالية لتوفير وجبة الإفطار، وتقام هذه الخيام بجوار الجوامع الكبرى والمساجد في الأحياء، حيث يقبل عليها الوافدون لتناول طعام الإفطار في جو تسوده الروحانية التي تربط بين المسلمين كافة.