لم يكن الصوم في رمضان لهذا العام سهلا على بدر عراك الشريم ومجموعة من زملائه في نيوزلندا، باعتباره أول رمضان يصومونه خارج المملكة كمبتعثين، فهم يفتقدون إلى روحانية الشهر الحقيقية والأجواء الأسرية الخالصة. ولكنهم يحاولون كسر هذه الحالة من خلال وجبات الإفطار الجماعي بين الحين والآخر، الذي ينظمه الطلاب السعوديون في المدينة التي يعيشون فيها من أجل خلق جو أسري والتخفيف من وطأة ما يعيشونه من غربة. ويقول الشريم: إن النيوزلنديين يرون في رمضان شهرا خاصا بالمسلمين يمتنعون فيه عن الأكل نهارا، لذلك تجدهم يسألون المسلمين كيف يتحملون مشقة الصيام والامتناع عن الأكل طوال النهار، ويوضح أنه لا توجد مضايقات وهذا من فضل الله علينا، إلى درجة أن هناك بعض الزملاء في الجامعة التي ندرس فيها لا يتناولون أمامنا الطعام متى ما علموا أنك مسلم. وعن حياته في رمضان يقول: في الغالب نفطر في المطاعم، بسبب ضيق الوقت، أما في العطل فإننا نتجمع ونقوم بتجهيز فطور جماعي، وأشهر وجبة نطبخها هي كبسة الدجاج والرز». وعن الصعوبة في الصيام في نيوزلندا، قال: نعم لأنك ترى الناس من حولك يأكلون، ولكن من ناحية أخرى الطقس هنا بارد ولا يشعرك بالعطش ولا بالجوع، كما أن التجمعات التي ينظمها الزملاء ومنها الإفطار الجماعي أو في السحور، تشعرك بروح اللحمة الوطنية بين طلاب المملكة الذين يمثلون كافة مناطق المملكة، وكذلك بعض الطلاب الخليجيين. ويقول: نحرص على شراء شاورما الدجاج وفطائر الدجاج واللحم والأغذية من المطاعم الإسلامية، وكذلك الفول والطحينة، أما أنواع الأكلات الرمضانية التي يعدونها فيقول: نقوم بطبخ كبسة الرز والدجاج، وفي بعض الأوقات الرز واللحم وأحيانا بعض المعلبات تكفي مثل الفول والتونة، كما نقوم بقلي البطاطس والباذنجان. ويشير الشريم إلى دور الملحقية في جمع الطلاب السعوديين في أيام السبت، حيث يجتمع الطلبة للتعرف على زملاء جدد أو لقاء الزملاء والأصدقاء، كما يتم تنفيذ العديد من البرامج الثقافية والرياضية والمحاضرات، وهناك مسجد يقام فيه جميع الصلوات، وهو مقصد لجميع المسلمين في المدينة التي نعيش فيها، أما ساعات الصوم فهي 12 ساعة تقريبا. وعن أبرز الصعوبات وهو يصوم أول رمضان خارج المملكة، فيؤكد أن أكثر ما يفتقده هنا الجو العائلي، هذا الجو الذي يملأ قلبك بالراحة والطمأنينة، وكذلك نوعية الأكلات التي كنا نتناولها طيلة حياتنا. وعن المواقف الطريفة في شهر رمضان الحالي، قال: ذهبت أنا وصديقي في سادس يوم في رمضان إلى مطعم ماكدونالد، وأكلنا وجبة الغداء حتى شبعنا، بعدها جاء الموظف وهو من الجنسية الفلبينية الذي كان على الكاونتر، وقال: ألستم مسلمين قلنا نعم، فتذكرنا عندها أننا في شهر رمضان. ويختتم بالقول: نفتقد سفرة العائلة بشدة، أما أفضل الوجبات الرمضانية التي أفضلها ولا أجدها في الخارج هي التشريب واللقيمات.