يطلق عليه أهالي المدينة الشيخ (البكاء)، وهو الذي تعلقت قلوب أهالي طيبة الطيبة وزوارها به، وطالما أبكاهم وأشجاهم، ذلكم هو الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي، من الأئمة الذين تركوا بصمة واضحة في إمامة المسجد النبوي، حيث لا تجده يمر بآية من آيات القرآن إلا وتجد دمعه يسبق صوته، لما يشير إلى حسه المرهف والخشية من الله عز وجل التي ملكت جوانحه وجعلت الكل يحبه ويحب الصلاة خلفه. ويتميز الشيخ البدير في خطبته أثناء الجمع بالمسجد النبوي بتناوله لهموم المسلمين في كافة أنحاء العالم، ويؤلمه ما يحدث لهم، ودائما ما يدعو لهم بصوت خاشع وقوي، وعلى امتداد إمامته في المسجد النبوي، التي تجاوزت العشر سنوات، وإلى الآن يزداد حب الناس للشيخ، فقد رزقه الله صوتا حسنا وخشوعا في الصلاة، كذلك الخشية من رب العالمين، فخرج القرآن نديا من لسانه فيه العظة والعبرة والتدبر. والشيخ البدير، من مواليد مدينة الهفوف في محافظة الأحساء السعودية، تلقى تعليمه العام في مدينة الهفوف، وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ودرس في المعهد العالي للقضاء، وصلى في المسجد النبوي إماما عام 1419ه، واستمر إلى يومنا هذا إماما وخطيبا للمسجد النبوي الشريف، ويعمل قاضيا في المحكمة العامة بالمدينةالمنورة، كما شارك في إمامة المصلين لصلاة التراويح في الحرم المكي الشريف لعامي 1426/1427ه.