بصوت رخيم، وحضور طاغ في أداء الفريضة يفيض خشوعا وطمأنينة يتقدم الشيخ ماهر حمد معيقل المعيقلي مصلي الحرم المكي تاليا القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، وهو في مقام عبقرية حقيقية قياسا بسني عمره التي جعلته يؤم المصلين في أطهر البقاع وهو شاب، فهذا المقام عرف بأنه حكر على الشيوخ الذين وسعوا العلم وأحاطوا الفقه، غير أن نبوغه وحلاوة صوته وجزالة كلماته تقدم الصفوف ولحق بالإمامة شابا، امتلك الموهبة الفقهية والقرآنية فأجاد وأصاب فكان الإمام الشاب. تعود جذور الشيخ المعيقلي إلى محافظة الوجه إلا أن مسقط رأسه كان في طيبة الطيبة التي انتقل إليها والده الشيخ حمد بن معيقل من قرية سويقة ينبع النخل، ولعله اقتبس العلم باكرا من لدن خاله الشيخ محمد بن حمود بن معيقل المعيقلي أحد رجال التعليم في وادي ينبع، وقد أظهر الشيخ المعيقلي قدرات فائقة في التلاوة والصوت الوقور المعطر بآيات الذكر الحكيم، فكان أن تولى إمامة وخطابة جامع السعدي بحي العوالي في مكةالمكرمة، ثم تولى إمامة المصلين بالمسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان المبارك في العامين 1426 ه و1427ه، وسريعا انتقل لتولى إمامة المصلين في صلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك في العامين 1429 ه و 1430ه. ارتبط الشيخ المعيقلي بالقرآن الكريم منذ صغره، فأكمل حفظه ودراسته في كلية المعلمين في المدينةالمنورة، وتخرج فيها معلما لمادة الرياضيات، وانتقل للعمل بمكةالمكرمة معلما ثم أصبح مرشدا طلابيا. وواصل الشيخ تعليمه الأكاديمي حيث حصل على درجة الماجستير في عام 1425 ه في فقه الإمام أحمد بن حنبل في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، فيما يعمل حاليا لتحضير الدكتوراه في التفسير، إلى جانب عمله محاضرا بجامعة أم القرى في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية قسم القضاء. ويواصل الشيخ المعيقلي مسيرته الدعوية من خلال كثير من الأنشطة التي يطرح فيها الفقه سواء بالدرس أو الفعاليات المختلفة التي يشارك فيها، وقد عرفه المسلمون من خلال صوته الذي يؤنس وحشة القلوب، ويعمرها بجمال المعاني القرآنية التي تنساب في صوته الخاشع وصلاته المطمئنة.