بما أن العمر محدود، وقصير ولو طال، وقد رحل من رحل وبقي من كان له بقية من عمر، فلا شيء يستحق والحال كذلك أن يحمل الإنسان في قلبه غلا لأحد. فالحمد لله أن المؤمن أمره كله خير كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم، فكل عام ينتظر المسلمون في كل بقاع الأرض شهر الخير، رمضان المبارك، ويدعون الله تعالى أن يبلغهم إياه ويرزقهم صيامه وقيامه، ولكن البعض ممن استجاب الله لهم وبلغهم هذا الشهر الكريم، قد يبلغوه وبينهم وبين أحد من أقاربهم أو أصدقائهم أو معارفهم، خلافا قد يكون قديما وقد يكون حديثا، كما أنه قد يكون لسبب تافه أو بسيط، وقد يكون حله سهلا ولكنه ترك بسبب المكابرة، وعدم المبادرة من أحد الأطراف لحله. ومواسم الخيرات كرمضان لا يجب أن تذهب هكذا، بل يجب أن يستغلها المؤمن بما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه، وذلك بفعل الطاعات، والعبادات، والتقرب إلى الله. ومن ذلك العفو والصفح قال تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) لذا فإنني أوجه دعوة للتسامح، والتصالح، وتصفية النفوس، ومهما كان حجم الخلافات يجب أن نرفع شعار (عفا الله عما سلف). فلتكن دعوة واحدة فقط إلى الإفطار بين المختلفين، ويكتب الله فيها أجرين إن شاء تعالى؛ الأول أجر تفطير صائم، والثاني أجر المبادرة إلى إنهاء الخلاف، هي المفتاح السحري لفتح القلوب وتصفيتها. سلطان الميموني