ولد ياسر القحطاني في مدينة الخبر عام 1982م، وبدأ ممارسة هوايته في لعب كرة القدم مع نادي القادسية ثم بادر بالتسجيل في درجة الناشئين وتدرج في الفئات السنية حتى وصل للفريق الأولمبي، وكانت بدايته مع نادي القادسية صعبة في أول الأمر، فظل أسيرا لمقاعد الاحتياط في الفريق الأول ولم يستطع اللعب كثيرا أساسيا، وفي موسم 1421/1422ه، كان فريق القادسية ضمن فرق دوري أندية الدرجة الأولى، وكان همه الأول هو الصعود إلى الدوري الممتاز، وبالفعل حقق ما كان يبحث عنه إذ قاد المهاجم ياسر القحطاني فريقه إلى الصعود إلى الدوري الممتاز وذلك بتصدره هدافي دوري الدرجة الأولى وهو لم يتجاوز 21 عاما. وبعد تلك المستويات اللافتة انضم ياسر القحطاني إلى المنتخب الأولمبي وكانت أولى مشاركاته ضمن بطولة دورة الصداقة الدولية المقامة في أبها، واستطاع ياسر أن يثبت نفسه في تلك البطولة، فعلى الفور قام مدرب المنتخب السعودي الهولندي فاندرليم حينها بضمه إلى المنتخب الأول والمشارك في بطولة كأس العرب والتي كانت أول مشاركة للاعب مع المنتخب الأول، واستطاع أن يكسب إعجاب الجميع، وتمكن من إحراز هدفين في مرمى المنتخب اليمني، وساهم في فوز المنتخب بكأس هذه البطولة، وفي موسم 1423ه، تألق ياسر القحطاني بشكل ملفت مع القادسية، واستطاع أن يوصله إلى المربع الذهبي بالدوري السعودي، واستطاع أن يحجز له موقعا في خارطة هجوم المنتخب السعودي، وفي منتصف موسم 1425ه، ومع زيادة تألق ياسر القحطاني سواء على صعيد مشاركته مع ناديه القادسية أو المنتخب السعودي، دخل ناديا الاتحاد والهلال وبقوة للظفر بصفقة انتقال اللاعب، فأصبح في تلك الفترة قضية من قضايا الموسم الرياضي السعودي، وذلك بعد أن قدم الناديان عرضهما لإدارة القادسية من أجل ضم اللاعب، والذي انتقل للهلال بنظام الإعارة لمدة أربعة أشهر مع أفضلية الانتقال الكامل للهلال بعد نهاية إعارته. وبعد انتقاله للهلال قدم ياسر القحطاني أروع مستوياته الفنية، واستطاع إحراز العديد من الألقاب والبطولات مع الهلال وكان النجم الأول في الفريق، وفي الموسم قبل الماضي تدنى مستوى اللاعب بشكل لافت مما جعل إدارة الهلال تقوم بإعارته إلى نادي العين الإماراتي والذي كان يصارع شبح الهبوط في الموسم قبل الماضي، واستطاع ياسر القحطاني العودة إلى مستواه الطبيعي وقاد العين إلى إحراز لقب الدوري الإماراتي قبل أن تنتهي إعارته ويعود مجددا إلى الهلال ليلتحق بمعسكر الفريق في ألمانيا، وتظل الأسئلة حائرة بعد عودة القناص إلى الهلال فهل سيقدم ياسر القحطاني ذات مستواه الذي قدمه مع العين الإماراتي أم أن الأجواء في الزعيم لن تساعده على ذلك، «عكاظ» عرضت محاكمة ياسر القحطاني أمام عدد من أهل الاختصاص فخرجت بهذه المحصلة : • بداية يرى علي كميخ أن ياسر القحطاني يعد من أفضل المهاجمين ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى القاري، وذلك بفضل ما يتمتع به اللاعب من إمكانات كبيرة جعلته اللاعب الأفضل آسيويا، وذلك بفضل الاستقرار الإداري والفني والعناصري في الهلال في تلك الفترة بحضور أسماء تدريبية بحجم المدرب باكيتا والمدرب جيريتس، في ظل وجود لاعبين كبار بحجم اللاعب نيفيز واللاعب رادوي واللاعب ويلهامسون والذي كان في قمة عطائه الفني، وفي المقابل الكل شاهد الهلال في الموسم الماضي بعد رحيل جل نجوم الفريق كيف كانت المستويات التي يقدمها الفريق، لذلك كان الضغط أكبر على اللاعب ياسر القحطاني والذي جاء انتقاله للعين الإماراتي في وقت يشهد فيه نادي العين طفرة في اللاعبين، وذلك من خلال التعاقدات الكبيرة التي أبرمها نادي العين الإماراتي الموسم الماضي، والتي أسفرت عن إحراز الفريق للقب الدوري الإماراتي، ويملك ياسر القحطاني المواصفات الكبيرة التي سيتمكن من خلالها بالعودة في الموسم المقبل إلى مستواه الطبيعي، فهو يعتبر من أفضل المهاجمين في دوري زين، بالإضافة إلى كل من عماد الحوسني وناصر الشمراني ونايف هزازي ومحمد السهلاوي، فهو يتمتع بكل مواصفات المهاجم المتكامل وعدم استسلامه للرقابة التي تفرض عليه، فهو متى ما أراد العودة يستطيع ذلك بفضل ما يتمتع به من قدرات وإمكانات. • بينما يرى المدرب الوطني يوسف عنبر أن تألق ياسر القحطاني مع الهلال كان في حضور رباعي أجنبي قوي ومتمكن ساهم في الارتقاء بمستوى ياسر القحطاني والذي قدم أفضل مستوياته في تلك الفترة إلا أن تغيير المدربين واللاعبين الذي طرأ على خارطة الفريق الهلالي ساهم في تدني مستوى اللاعب مما جعل اللاعب يعيش تحت الضغط الإعلامي والجماهيري حتى انتقل إلى فريق العين الإماراتي بنظام الإعارة، فقد كانت خطوة أكثر من رائعة من إدارة الهلال واللاعب، وبالفعل قدم ياسر القحطاني أفضل مستوياته مع العين الإماراتي وسيكون في أفضل حالاته الموسم المقبل مع الهلال بفضل ما يتمتع به اللاعب من إمكانات كبيرة، فهو يعتبر المهاجم السعودي الأول دون منازع، ولكن على اللاعب السعي الحثيث على تقديم نفسه من جديد من خلال الموسم المقبل. • من جانبه يرى حمد الصنيع أن انتقال ياسر القحطاني إلى فريق العين الإماراتي جاء إيجابيا بشكل كبير، حيث استطاع اللاعب من خلال هذه التجربة الاحترافية القصيرة من العودة إلى مستوياته التي عرفناها عنه، بعد أن تجاوز مرحلة الضغوطات التي مر بها في الموسم قبل الماضي مع الهلال، وستكون عودة ياسر القحطاني قوية في الموسم المقبل بفضل إمكاناته الكبيرة، فهو من نوعية المهاجمين الذين يلعبون كرة القدم بشكل رائع فهو لاعب متكامل ويجيد التمركز، ولكن يعاب عليه بطء الحركة وأحيانا الاستسلام للرقابة، إلا أن عودته ستكون قوية في الموسم المقبل بعد نجاح تجربته الاحترافية والتي ستسهم في زيادة الروح المعنوية لدى اللاعب بشكل كبير. • من جهته يرى المدرب الوطني هاني كتوري أن غياب ياسر القحطاني عن مستواه المعهود يعود في المقام الأول إلى العامل النفسي، والذي أثر كثيرا على مستوى اللاعب في الموسم قبل الماضي، ولكن تلك الضغوطات التي عانى منها اللاعب زالت تماما عند انتقاله إلى العين الإماراتي، والذي قدم من خلال مشاركته معه أروع المستويات، لذلك عودة ياسر القحطاني في الموسم المقبل تعتبر إضافة كبيرة للهلال في ظل ما يتمتع به اللاعب من مستوى فني راق.