لم يكن يتصور اللاعب محمد السهلاوي مهاجم نادي القادسية أن يتحول في يوم ما إلى اللاعب الأغلى سعودياً وربما على مستوى لاعبي الأندية العربية المنتقلين على الصعيد المحلي، وذلك بعد أن سجل السهلاوي رقماً جديداً في بورصة انتقالات اللاعبين السعوديين وصل إلى مايفوق ال(30) مليون ريال باعلان انتقاله رسمياً إلى فريق النصر الأول لكرة القدم أو ما يعرف بالفريق (العالمي) وبهذا الانتقال بات السهلاوي الأغلى بعد ان احتفظ ياسر القحطاني مهاجم الهلال بهذه الصفة منذ ثلاث سنوات بعد انتقاله أيضاً من القادسية إلى الهلال. السهلاوي .. بداية ب(30) ألف انطلق محمد السهلاوي من درجة الشباب بفريقه القادسية بعد أن قدم نفسه كمهاجم ينتظر منه الكثير، وظفر القدساويون باللاعب بعد أن قدمه إداري فريق عادل بودي الذي إشار على إدارة القادسية بضمه وبالفعل استطاعت الإدارة القدساوية انذاك برئاسة جاسم الياقوت أن تدفع للاعب مبلغ (30) ألف ريال على مضض خصوصاً أن اللاعب قادم من الحواري وربما لا يوفق في تقديم مستوى يشفع له بالاستمرار، لكن نجومية السهلاوي كانت بالفطرة وبالرغم من عدم تجاوزه ل(17) عاماً الا أن المدرب التونسي أحمد العجلاني استدعاه للفريق الأول في موسم (1423) بعد عودة الفريق القدساوي للممتاز وهو الموسم الذي قدم فيه القادسية أفضل مستوياته واستطاع أن يصل إلى المربع الذهبي في بطولة خادم الحرمين الشريفين، لكن نظراً لصغر سن اللاعب فقد كان اللاعب يشارك بالتدريبات فقط وربما كان العجلاني يعد اللاعب لأن يكون المهاجم الأبرز في الفريق مستقبلاً. الدحيم أول المدربين بعد أن وقع اللاعب محمد السهلاوي للقادسية موسم (1423) خاض أول تدريباته مع درجة الشباب حيث جاء تحت إشراف المدرب خالد الدحيم وهو المدرب الأول الذي أشرف عليه في القادسية، ويقول الدحيم: جاني هذا اللاعب وبدا واضحاً أنه موهب من خلال لمساته فاللاعب الموهب يظهر من البداية والمثل يقول (الديك الفصيح من البيضة يصيح) فبدأنا معه وكان متميزً في المهارة ويحتاج لبعض اللمسات الخفيفة وبالفعل اللاعب استطاع أن يقنع الجميع بمستواه وهو ما أدى إلى استدعائه في نفس الموسم للفريق الأول لكن لم تتاح له الفرصة بالمشاركة نظراً لصغره أولاً وأيضاً ربما لتواجد مهاجمين جيديين وأصحاب خبرة مثل ياسر والسرحاني والقنبر. العجلاني أول من استدعاه وهوميرو أتاح له المشاركة كما سبق فإن المدرب التونسي أحمد العجلاني هو أول مدرب استدعى السهلاوي للفريق القدساوي الأول لكنه لم يتح له الفرصة للمشاركة ولو في بعض دقائق المباريات نظراً لتواجد مهاجمين بحجم ياسر وبقي السهلاوي يشارك فقط في تدريبات الفريق الأول وهو الجانب الذي ربما اثراه فنياً بالإضافة إلى موهبته، وكانت تلك الفترة تعتبر فترة استكشاف طريق النجومية وفهم المعنى الأبرز لفوارق اللاعب بين الأندية والحواري، واسهم هذا الوضع في زيادة الثقة لدى اللاعب وهو يرى نفسه في وقت قصير يتدرب مع لاعبين نجوم كان يحلم ربما أن يكون معهم وتحقق حلمه، وانتهى الموسم ليحل موسماً جديداً وهو الموسم الذي كان فيه السهلاوي قد وصل للمنتخب السعودي للشباب حيث ظل طوال الموسم الثاني في هذا المنتخب قبل أن يتم اختياره للمنتخب الأولمبي وليصبح المهاجم الأول في المنتخب بجانب زميله في الفريق انذاك يوسف السالم وفي ذات التوقيت كان السهلاوي قد تم اختياره من قبل المدرب البرازيلي هوميرو مدرب القادسية لأن يحمل لواء الهجوم القدساوي بعد أن نثر ابداعاته في المنتخبات السعودية وبعد أن انتقل ياسر القحطاني للهلال بالاضافة إلى ابتعاد السرحاني واعتزال القنبر ليظهر السهلاوي فارساً قدساوياً في موسم 1427 1428 وقدم السهلاوي مستويات متميزة مع الفريق اهلته لأن يكون المهاجم الأول إلا أن الخلافات الإدارية آنذاك في الإدارة السابقة برئاسة جاسم الياقوت اجهضت كل محاولات الفريق للبقاء في الدوري الممتاز وقدمت القادسية لقمة سائغة لجميع الفرق ليهبط لدوري الدرجة الأولى. والهزاع يحبط محاولات انتقاله في الدرجة الأولى ابتعد القدساويون عن الأضواء وجاءت إدارة جديدة بقيادة عبدالله الهزاع الذي كان يبحث عن العمل ولاشيء غيره، وحاولت بعض الأندية استغلال الحالة المادية السيئة لإدارة القادسية بالإضافة إلى حالة عدم التوازن التي خلفتها الإدارة السابقة إلا أن عبدالله الهزاع كان يعرف كل هذه الخطوات واستطاع في البداية أن يحبط هذه المحاولات عندما قدم عرضا جيداً للسهلاوي ووقع معه كلاعب محترف بمبلغ (5) ملايين.. على صعيد المباريات في الدرجة الأولى استطاع السهلاوي أن يقود فريقه القادسية للعودة من جديد إلى دوري المحترفين بعد ان كان هو الحل الأمثل لهز شباك المنافسين واستطاع أن يحقق لقب هداف دوري الدرجة الأولى وبفضل تلك الأهداف عاد القادسية إلى موقعه بين الكبار بعد الهبوط المفاجئ. الهداف في العالمي ظل السهلاوي من أول النجوم التي لهث ورائها كبار الأندية سواء بالمفاوضات المباشرة كما اجراها النصراويين أو تلك التي لم تظهر كما قام بعض أعضاء شرف الأندية الأخرى، وبقي السهلاوي هو الاسم الأكثر ترديداً بين الجماهير، وادار النصر مفاوضاته باقتدار في ظل النهج الذي بدأت عليه الإدارة النصراوية الحالية بقيادة الأمير فيصل بن تركي وهي المفاوضات التي انتهت أخيراً وبشكل نهائي على اعلان السهلاوي لاعباً نصراوياً وبمبلغ يعتبر الأغلى في تاريخ اللاعبين السعوديين حتى الآن، ويعد انتقال السهلاوي للنصر طريقاً جديداً لتأكيد موهبة اللاعب وهو يمثل فريقاً كبيراً مثل النصر بل أن المرحلة تعتبر خطوة مهمة في تاريخ السهلاوي وهو يقف في مركز اسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبدالله والذي يأمل الجمهور النصراوي أن يكون السهلاوي خير متمم للهجوم الأصفر الذي يقوده سعد الحارثي، وسيشكل السهلاوي بجانب الحارثي قوة هجومية كبيرة سيكون نفعها بالتأكيد على نتائج العالمي في المواسم المقبلة.