بهدف مساعدة اللاعب على إعادة اكتشاف نفسه من جديد، وتحقيق فائدة مادية كبيرة في وقت حساس، تنازلت إدارة نادي الهلال عن قائد الفريق الكروي المهاجم ياسر القحطاني، ووافقت على إعارته للعين الإماراتي لموسم واحد مقابل 17 مليون ريال سعودي.. لكن (تفاصيل الوجوه) والتصريحات (الناقصة) تؤكد أن هذه الخطوة لم تتم برغبة تامة من اللاعب ولا بمباركة من غالبية جماهير النادي، كما بدا واضحاً أن القحطاني حمل حقائبه متوجهاً إلى الإمارات وفي دواخله الكثير من الآلام والآهات والتنهدات، لكنه فضل كتمانها في الوقت الحالي والظهور بمظهر الرجل القوي على أن يفرغ ما لديه في مقبل الأيام. ومع أن الهلال وإدارته برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، يرى في رحيل اللاعب عودة قوية للفريق الأزرق بعد انتهاء الإعارة خصوصاً وأنه سيباشر تدريباته في العين تحت المدرب الروماني أولاريو كوزمين الذي تربطه علاقة مميزة بالقحطاني سهلت كثيراً من انضمام الأخير للعين، إلا أن الهلال قد لا يجني كل ما ينتظره من هذه الصفقة، فقد يستفيد من الناحية المادية حالياً، لكنه قد يفقد القحطاني للأبد رغم ارتباطه معه بعقد ينتهي في 2014، أي بعد عامين من انتهاء فترة إعارته للعين، وستفتح هذه الخطوة أكثر من باب أمام اللاعب لخلع قميص الهلال نهائياً وتفصيل آخر مطرز بقوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم. خطوة غير متوقعة لم يدر بخلد أكثر المتشائمين من جماهير الهلال أو الكرة السعودية بشكل عام انتقال المهاجم ياسر القحطاني إلى خارج أسوار زعيم الأندية السعودية خاصة وأنه بات النجم الأبرز في هجوم الفريق الأزرق بعد انتقاله إليه عام 2005 من القادسية في صفقة صاحبتها ضجة كبيرة، حيث بلغت قيمتها أكثر من 20 مليون ريال سعودي (نحو 5.5 مليون دولار)، ووصفت حينها بأنها الأغلى في الملاعب السعودية. فللمرة الأولى يكون القحطاني خارج حسابات الهلاليين بعد انتقاله لتمثيل فريق العين الإماراتي لمدة موسم على سبيل الإعارة مقابل 2.5 مليون يورو، رغم أنه كان يأمل بالاحتراف في أحد الدوريات الأوروبية خاصة وأن اسمه ارتبط كثيرا بالانتقال لأحد أندية أوروبا أكثر من مرة، كان آخرها مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2007 الذي توج فيه بجائزة أفضل لاعب في آسيا. لكن مستوى اللاعب بدأ في الانحدار بعد ذلك العام تحديداً بعدما كان في قمة عطائه مع ناديه، وتعرض في الموسم الماضي لخلع في الكتف احتاج على إثرها لإجراء عملية جراحية في فرنسا لتثبيته فغاب عن الملاعب نحو 3 أشهر، لكنه لم يتمكن لاحقاً من استعادة مستواه المعروف. وجاء رحيل القحطاني مفاجئاً للكثيرين، لكن المثير للاستغراب أن التكهنات كلها كانت تدور حول رحيل عيسى المحياني عن الهلال، إلا أن إدارة النادي خالفت التوقعات وأعلنت تمسكها بالمحياني الذي انتقل للفريق قادماً من الوحدة قبل موسمين بعد صراع شرس مع النصر، بعد أن اتضحت معالم صفقة انتقال ياسر المفاجئة إلى العين. استقبال حافل حظي القحطاني باستقبال حافل في مطار دبي لدى وصوله للانضمام إلى الزعيم الاماراتي، وهتفت الجماهير باسمه في بهو قاعة الاستقبال في أجواء عكست المكانة التي يحظى بها نجم الكرة السعودية الذي شكل انتقاله إلى الدوري الإماراتي حدثاً كبيراً في الأوساط الكروية الخليجية. لكن السؤال الذي يفرض نفسه وبقوة هو: هل سيعيد احتراف ياسر في العين صياغة اللاعب من جديد واستعادة حاسته الهجومية؟. الجواب سيظهر في منافسات الموسم الإماراتي، ولعل الحفاوة التي استقبل بها القحطاني لدى وصوله من قبل جماهير العين ومسؤوليه قد تلعب دورها في بروز اللاعب مجدداً وعودته للهلال مرة أخرى بالصيغة التي كان عليها عام 2007 ، وهي الفترة التي شهدت أوج تألقه مع الهلال والمنتخب. مؤشر آخر من مؤشرات نجاح ياسر في العين هو أنه سيلعب تحت قيادة الروماني أولاريو كوزمين الذي خاض أولى تجاربه التدريبية في الملاعب الخليجية مع الهلال بالذات قبل أن يرحل عنه لتدريب السد القطري، كما سيجد القحطاني في تشكيلة العين المحارب الروماني ميريل رادوي الذي اصطحبه كوزمين معه لتوليفة البنفسج بعدما جلبه للخليج إبان تعاقده مع الهلال. انقسام جماهيري أدى انتقال القحطاني للعين إلى انقسام جماهير الهلال، حيث يرى بعضهم أن ادارة ناديهم وقعت في خطأ جسيم بموافقتها على إعارة قائد الفريق، إذ يرجحون أن أزمة اللاعب نفسية أكثر منها فنية، وكان يتوجب على الإدارة عدم التفريط به ومساندته حتى يتجاوز الفترة العصيبة التي يمر بها. وكان تدريب الهلال الاثنين الماضي شهد تجمهراً كبيراً حول بوابة النادي حيث اعترض عدد من المشجعين على انتقال اللاعب. إلا أن الإدارة الهلالية ارتأت أن احتراف القحطاني في الدوري الإماراتي فرصة جيدة لتحقيق الاستفادة المادية والفنية للاعب وللنادي خاصة أن قيمة الصفقة تقارب ال17 مليون ريال لموسم واحد فقط، وأكدت الإدارة في الوقت ذاته حرصها الكبير على أن يعود القحطاني لأحضان ناديه عقب انتهاء فترة الإعارة كأحد نجوم الفريق وأحد ركائزه الأساسية. ويمتد عقد القحطاني مع الهلال حتى 2014 بعدما جدده قبل انتهاء عقده القديم بعام كامل ليدحض بذلك الشائعات التي ربطت انتقاله بناد آخر منافس للهلال.