دخلت الأزمة السورية مرحلة دقيقة وحرجة جراء تجاذب المواقف المتذبذبة والمترددة التي تأتي عادة وفق نظرة ضيقة أو وفق مصالح لا تراعي في مجملها مصالح الشعب السوري الذي يتعرض يومياً للتصفيات الجسدية والمجازر التي يرتكبها النظام السوري عبر هذا المخطط الإجرامي الجهنمي الذي يهدف إلى الوصول إلى حرب أهلية دون وجود بارقة أمل في حل ما يحدث داخل المدن والقرى السورية. اليوم ثمة إجماع عام على فشل المبعوث الأممي كوفي عنان ووصول مهمته إلى طريق مسدود نتيجة تلكئه في إداء هذه المهمة كما يجب وكما ينبغي أن تكون، ومحاولته المراهنة على الدور الروسي، إضافة إلى زعمه بأهمية الدور الإيراني في حل الأزمة السورية، ومحاولته النيل من الدور الخليجي وهو ما أفقد مهمته المصداقية وبالتالي فإن ذلك يعطي أملا في وضع ملف الأزمة السورية أمام مجلس الأمن لاتخاذ مواقف دولية حاسمة من خلال المجلس الذي ينبغي أن يقوم بدوره السياسي والأخلاقي والقانوني إزاء النظام السوري عبر البند السابع الذي من شأنه أن ينهي المأساة الإنسانية في سوريا. هناك شعب يتعرض للذبح والعنف والقتل والنفي، ونظام آيل للسقوط، وهناك مواقف وأدوار غير مهنية وغير أخلاقية وغير إنسانية تراهن على بقاء النظام وتعمل على تمديد الأزمة من الدوران الروسي والإيراني إلى مواقف كوفي عنان غير المبررة وغير المقبولة البتة.