استبعد رئيس المجلس الوطني السوري الدكتور برهان غليون في حوار مع «عكاظ» الوصول إلى أي مخرج سياسي يكفل إنهاء الأزمة السورية، لافتا إلى أن أي صيغة لحل سياسي لا تتضمن رحيل النظام غير مقبولة بالنسبة للشعب السوري. واعتبر جهود المبعوث الأممي والعربي إلى سورية عنان ستصل إلى طريق مسدود في ظل استمرار القتل والمجازر والتفجيرات. ونوه غليون بمواقف المملكة حيال الأزمة السورية، واصفا موقفها إزاء مآسي الشعب السوي بالنبيل والأخوي، مؤكدا أن الشعب السوري لن ينسى مثل هذه المواقف المشرفة من قيادة المملكة.. فإلى نص الحوار: • مازالت مهمة المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان مستمرة، فهل تعولون كثيرا عليها؟ • مما لا شك فيه أن عنان شخصية دبلوماسية محترمة، وقد تبادلنا وجهات النظر، لكن ليس لدينا أوهام كثيرة حول إمكانية نجاح مهمته إلا أننا ندعم موقفه إذا أبدى نجاحا في تحقيق نتائج سريعة لا تعطي للنظام مهلا في القتل و التهجير. لكنه يبدو لنا أن الجواب لم يكن إيجابيا لكننا ننتظر الموقف الواقف خلف عنان و هو تجمع أصدقاء الشعب السوري، وعندما يفشل النظام السوري مهمة عنان فإن الموقف الدولي سيتحول بشكل حاسم ضد هذا النظام. وفي النهاية لا نعتقد أن عنان سيخرج بحل سياسي مع نظام مراوغ وقاتل. • كيف وجدتم الدور السعودي و الخليجي إلى جانب الشعب السوري؟ • الدور السعودي كان من أوضح المواقف و أخلصها والذي أكد على دعم الشعب السوري، حيث طرح خادم الحرمين الشريفين العديد من المبادرات لمنع تفاقم الأوضاع، كما كان موقف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية يظهر مدى صدقية الموقف السعودي، وحقيقة فإن الشعب السوري يحيي كثيرا هذه المواقف الأخوية و سيحتفظ بها على مر التاريخ؛ لأنها مواقف إنسانية مشرفة تتبنى بشكل أساسي قيادة عربة أصدقاء سورية في إطار الجامعة العربية. و السوريون يؤكدون على أهمية وجود أي دور عربي قوي داخل أي تجمع دولي لدعم القضية السورية، و أكثر ما يهمنا الدول العربية لأننا نتقاسم مصالح مشتركة و تاريخا مشتركا، و هذا يضمن التوازن في مواجهة الدول الكبرى، و نحن نعول كثيرا على المملكة و مجلس التعاون لأنهم سيلعبون دورا معنويا في دعم قضية الشعب السوري. • لا يزال المجلس الوطني يسعى لتوسيع دائرة الاعتراف، هل تنتظرون المزيد من مؤتمر إسطنبول المقبل خاصة أن مؤتمر تونس لم يقدم الكثير؟ • نحن لا ننتظر من مؤتمر إسطنبول تعزيز دور المجلس الوطني لأنه ينبغي على المجلس تعزيز صفوفه بنفسه، لكن سيأخذ في الاجتماع القادم الاعتراف القانوني من دول كثيرة، إنما نريد أيضا من تجمع أصدقاء شعب سورية أن يعزز موقف الشعب السوري في مواجهة النظام السفاح، وذلك بتقديم جميع المساعدات الممكنه لوضع حد لتمرد قصف النظام لشعبه، ووقف آلة القتل التي تبيد الناس بشكل يومي، و ننتظر من مؤتمر أصدقاء سورية تبلور إرادة دولية قوية لوقف القتل. • أفهم من كلامكم أن مؤتمر إسطنبول سيعلن الاعتراف بالمجلس الوطني؟ • هناك وعود كثيرة في تجمع أصدقاء سورية بتقديم الاعتراف. • ما طبيعة علاقة المجلس الوطني بالجيش الحر؟ • الجيش الحر نشأ قبل ولادة المجلس الوطني، وهو يعتبر قائد معركة الشعب مع النظام من خلال انشقاق بعض الجنود ثم تسلح بعض أطراف الشباب أيضا، لكن باعتبارنا نقود معركة واحدة ضد النظام كان لابد من فتح خيوط التواصل و بدأنا هذه الخطوة منذ شهرين بتوقيع وثائق لتنسيق العمل بين الجيش الحر و المجلس، لكن نشأت تطورات داخل الثورة السورية، و تطورات على دور الجيش الحر الذي يلعب الآن دورا أكبر مما كان عليه قبل شهرين، و ذلك بسبب تصاعد العنف من قبل النظام و نشوء قوة جديدة عسكرية بعد انشقاق ضباط آخرين غير رياض الأسعد، وأصبح دور الجيش مختلفا و كان لابد من إعادة التنسيق و البدء ببناء نوع من مجلس قيادي عسكري موحد يحاول أن يوحد جميع أطراف القوى تحت إشراف المجلس الوطني، و بدعم مادي ولوجستي منه، و هناك تعاون وثيق و سياسة يرسمها المجلس الوطني السوري و بمشاركة الجيش الحر، و لذلك فإن دور الجيش في تطبيق استراتيجية تحقيق أهداف الثورة وهناك التزام من المجلس الوطني بدعم هذا الجهد و التوسط لدى جميع الدول من أجل الحصول على الدعم لنجاح مهمة الجيش الوطني الحر. • هل تتوقعون تدخلا عسكريا لإنهاء الأزمة في سورية؟ • نحن سنعطي الحل السياسي كل حظوظه لأنه سيخفف من تكلفة الانتقال إلى الديمقراطية، بواسطة الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكن في الحقيقة ليس لدينا أوهام بالوصول مع هذا السفاح إلى حل سياسي، و لذلك نقول إنه بموازاة جهدنا لأي مشروع حل سياسي ينبغي وضع الخطة الضرورية لكسر إرادة النظام إذا لم تنجح نقل السلطة. • هل ترون أن عملية تسليح الجيش الحر أداة فاعلة؟ • في الحقيقة نحن نريد السيطرة على السلاح بتوجيه سياسي لأن هناك خطرا إذا بقي السلاح دون توجيه، و نحن نفضل أن يكون الدعم عن طريق المجلس الوطني وفق الاتفاق المبرم ليتعرف على من هم المسلحون وكيف يمكن في المستقبل لم أسلحتهم حتى يتسنى القيام بمهمات تفيد الثورة، لأننا لا نريد سيطرة للعسكر في سورية، بل سيطرة للشعب و لحكومة منتخبة تدعمها قوة عسكرية و فق توجهات قوة سياسية. • مازال الخلل يعتري المجلس الوطني ويواجه انشقاقات في أعضائه، فما هي الأسباب؟ • لا نستطيع القول انشقاقا، بل هو انسحاب أفراد، وعندما لا يجد الفرد الراحة في إطار ما، فمن حقه الخروج مثل ما من حقه الدخول، و بقدر كبير فإن المجلس يتعامل مع جميع المعارضين سواء داخله أو خارجه لأنه عبارة عن ائتلاف لقوى المعارضة و انسحاب الأفراد لا يؤثر على قوة المجلس لأنه قائم على تكتلات سياسية. و نأمل في المستقبل انضمام تكتلات جديدة بحيث يتحول المجلس فيما بعد إلى إطار يشمل جميع الشخصيات الوطنية و التكنوقراطية و السياسية التي تريد أن تساهم في ثورة شعبها. • لكن هل وصلتم إلى مستوى الرضى في استقطاب التكتلات السياسية المعارضة؟ • هناك شخصيات تفضل أن تبقى خارج المجلس، و تدعم المجلس لأنها لا تريد أن تتحمل الثمن الغالي في الانتماء خاصة المعارضة داخل سورية، لأنهم يسيرون في خط الثورة الجذري و لا يريدون أن يظهروا، أما من هم في الخارج فإن الأطراف المترددة نتيجة خلاف في التوجه و هذا حق طبيعي، لكن المجلس يمكن أن يتعاون معهم ويرحب بانضمامهم متى ما أرادوا.