سوف يسجل التاريخ ملحمة الأمير نايف يرحمه الله على مدى 53 عاما من عمله من أجل بسط الأمن والأمان، ودوره الكبير في التصدي لظاهرة الإرهاب فضلا عن تصديه لآفة المخدرات، وتأسيسه لمفهوم الأمن الفكري والأمن المجتمعي والبناء على أن المواطن هو رجل الأمن الأول، محولا الجهاز الأمني إلى جهاز يساهم في التنمية والبناء من خلال تداخله. ظل الفقيد الراحل نموذجا فريدا من نماذج العطاء والتضحيات. فكان يرحمه الله سيفا حاسما على كل ما يمس أمن العقيدة والوطن، حكيما وحليما ومتسامحا مع من يقصده في مناحي الحياة، له منا خالص الدعاء أن يتغمده الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويجعله مع الصديقين والشهداء. وثمة حدث آخر باختيار الأمير سلمان وليا للعهد. فالثقة في محلها باختيار صمام الأمان، ورجل الحكمة والوفاء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، و نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع. فهو خير خلف لخير سلف، وهو أمير الوفاء كان قريبا من الملك خالد في مرضه، وقريبا من الملك فهد أيضا في مرضه، ولازم الأمير سلطان في رحلة علاجه حتى وفاته، ثم كان قريبا من الأمير نايف حتى آخر اللحظات. مشهود له بالبر والإحسان وهو بلا أدنى شك كفؤ لهذه المسؤولية الجسيمة، وأسأل العلي العظيم أن يوفقه ويعينه على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة، واثقا بالله ثم به بأنه أهل لهذه الثقة الكريمة. أيضا جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز في منصب وزير الداخلية قرارا صائبا، لما يحمله سموه من سمات قيادية وخبرة تراكمية تجاوزت ثلاثة عقود في مكافحة الجريمة، إلى جانب براعته في احتواء المشاكل وإنصاف أصحاب الحقوق. فضلا عن أنه يتمتع برؤية حكيمة وثاقبة، وهو أحد منسوبي وزارة الداخلية يتمتع بخبرات كبيرة في هذا المجال، ولا شك أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز هو رجل دولة من الطراز الأول، وقائد محنك اكتسب من ملازمته للراحل الفقيد الأمير نايف بن عبدالعزيز الكثير من الخبرات والمناقب،يتكئ على خبرة طويلة قضاها في وزارة الداخلية، وقبلها كان وكيلا لإمارة منطقة مكةالمكرمة. أخيرا ،فإن وطن الحرمين الشريفين بقيادته الحكيمة سيظل شامخا، متسلحا بكتاب الله والسنه المطهرة. وطن إذا ما مات فيه سيد، ظهر بعده ألف سيد وسيد. وطن ينجب العظماء والحكماء يسعفنا في ذلك قوله تعالى: ( يؤتي الْحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) .