لم يكن الأسبوع الحالي أسبوعا عاديا للشعب السعودي، فلن نبالغ إذا قلنا إنه كان أسبوعا شكلت أضلاعه مثلث الحزن والثقة والاستقرار. الحزن على فراق الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله هذه الشخصية السياسية والأمنية المشبعة بالخبرات، وذات الجاذبية العالية والأداء الراقي والتي كتب عنها المئات، بل الآلاف تأبينا ورثاء وتعزية. وكيف لا يحزن الشعب، وهو يواري الثرى نايف الأمن، والاستقرار والحنكة والصبر والفطنة الذي أمضى حياته ساهرا على أمنه قامعا للإرهاب، حاميا للحدود وخادما لدينه، ثم مليكه فوطنه. أما الثقة كانت ليقيننا أولا بقضاء الله وقدره، ثم في ولاة الأمر الذين أعطاهم المولى الحكمة وصدق الله عندما قال (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) واتخاذ القرار الاستراتيجي المناسب في الوقت المناسب. حيث تمثل ذلك جليا عندما اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأمير سلمان وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع. كعضد وساعد أيمن له خلفا للفقيد الراحل الأمير نايف، وتعيين الأمير أحمد وزيرا للداخلية. وقد عكس هذان الأمران الملكيان سلاسة انتقال المنصبين الحيويين إلى من هم الأجدر به، والأقدر على تحمل مسؤولياته الجسام. فشخصية الأمير سلمان غنية عن التعريف حيث كتب عنه أيضا الآلاف، وهو لايحتاح بصراحة من يعدد خصاله. فيكفي أن نقول إنه سلمان الوفاء، وبه يكتمل الوفاء في زمن قل فيه الوفاء. والأمير أحمد شخصية تتلمذت في مدرسة نايف الفكرية والسياسية والأمنية، وبالتالي هو الأقدر على إدارة المؤسسة الأمنية في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة. أما الاستقرار والاطمئنان، فهما بسبب وجود قيادة حكيمة تعرف متى تتخذ القرار وكيف ولماذا ؟ ولهذا نقول للإعلام الغربي الذي أشبع مرحلة مابعد وفاة الأمير نايف تحليلا واستقراء ودراسة. صحيح أننا حزينون لوفاة الأمير نايف لكن عليهم أن يعلموا جيدا أن هناك قيادة حكيمة قادرة على اتخاذ القرار المناسب في أحرج الظروف؛ لمصلحة الوطن والأمة ونحن ماضون بامتياز نحو مزيد من الاستقرار والتنمية في وطن يتجدد، وكلما رحل عنا سيد ظهر سيد آخر؟ ونقول لن ننساك نايف الأمن، ومعك ياسلمان الوفاء، ويدنا في يدك أحمد في مسيرة تعزيز الأمن.