عصر الاحتراف للاعب السعودي فرصة كبيرة لتحقيق كل ما يريده، ويجب أن ينجح لاعب اليوم في الاستفادة القصوى من احترافه من حيث إظهار أجمل ما تعلمه في فنون كرة القدم والوصول إلى أعلى المستويات من خلال عطائه على البساط الأخضر، لاسيما أنه متفرغ تماما للعبة كرة القدم، وأنها وظيفته الحالية ولا يشغله عنها أي عمل آخر، وجميع لاعبي العالم ينعمون بهذه الميزة في هذه الفترة الزمنية. ويبقى القصور حاصلا في احترافنا المحلي، حيث إنه لا يطبق بالشكل الكامل، وواجب على نجوم الكرة السعودية المحترفين حاليا أن يستفيدوا الاستفادة القصوى من الفرص المقدمة لهم، وأن يقدموا أفضل ما لديهم سواء لمنتخبهم أو لأنديتهم، والسعي بكل قوة للوصول إلى أعلى المستويات والمكانة التي تليق باللاعب المحترف.وهذا ما أكده عدد من نجوم الزمن الجميل الذين رحلوا عن الكرة قبل دخول العصر الاحترافي من خلال اللقاءات التي أجرتها «عكاظ الرياضية» مع الكابتن سليمان بصيري الذي قاد الوحدة في السبعينات، ونجم الاتحاد السابق صلاح المولد، ومنصور حسين قلب دفاع النادي الأهلي سابقا. الاحتراف وظيفة يجب الإخلاص فيها في البداية قال كابتن الوحدة السابق سليمان بصيري: إن الاحتراف فرصة كبيرة للاعب السعودي يجب أن يستثمرها الاستثمار الحقيقي، فهو الآن ليس له عمل وليس مطلوب منه سوى إتقان عمله كلاعب محترف في ناديه، وكنت أنتظر وينتظر غيري أن يقدم اللاعب السعودي أفضل المستويات ويصل بمنتخب بلاده وفريقه الذي يلعب له إلى أعلى مراتب النجاح؛ ولكن شيئا من هذا لم يتحقق إلا من خلال عدد قليل من اللاعبين الذين أعطوا الاحتراف حقه والذين أصبحوا علامة فارقة في سماء فرقهم، في حين أننا نجد أكثر من 70 في المائة من اللاعبين المحترفين لا يقدمون المستوى المطلوب منهم وأظنهم لا يعرفون المعنى الحقيقي للاحتراف ولهذا تجد مستوى الكرة السعودية أقل بكثير مما رفد لها ومما نتمناه جميعا وفي اعتقادي الشخصي لو أن كل لاعب محترف تعامل مع الاحتراف بالشكل الصحيح وراعى كافة جوانبه وقام بتطبيقه التطبيق الصحيح لأصبح الدوري السعودي بالفعل أقوى دوري عربي ولأصبح منتخبنا يتقدم خطوات إلى الأمام ويصل إلى المونديال العالمي باستمرار ودون تراجع والكل يعرف أن نجوم منتخبنا في العام 94م استطاعوا أن يصلوا إلى المونديال العالمي في أمريكا وأن يقدموا واجهة الكرة السعودية في المونديال العالمي، كل ذلك حدث قبل عصر الاحتراف وكان من المفترض أن تقدم الكرة السعودية أفضل من ذلك العهد ولكن يبدوا أن حصول اللاعب السعودي على مقدمات العقود بالملايين دفعة واحدة هي السبب الرئيس في فقدان هوية الكرة السعودية، ومن هنا أرى أن تطبيق بنود الاحتراف من طرف النادي فقط هو ما أضر بمستوى اللاعب الذي أرى بأنه لا يقوم بتطبيق بنود الاحتراف بالشكل الصحيح، ومع احترامي لكافة اللاعبين الحاليين الذين ينعمون بالاحتراف، لو كان هذا الاحتراف في جيلنا لقدمنا أضعاف ما قدمناه في عصر الهواية كيف لا ولاعب اليوم ليس مطلوب منه سوى مزاولة كرة القدم، وهذا يتنافى مع وضعنا في ذلك العهد الذي كنا نعمل فيه ونكافح ومن ثم نذهب للنادي لكي نلعب كرة القدم ونقدم أجمل ما تعلمناه في فنون الكرة. فرحة الجماهير في السابق تعادل ملايين اليوم من جانبه، يقول نجم الاتحاد وهدافه السابق صلاح المولد، إن الاحتراف نعمة كبيرة لم تجد التقدير من لاعب اليوم، ولو كان هذا الاحتراف قد تم تطبيقه في عهدنا لشاهدتم مستويات أعلى بكثير، كيف لا ولاعب اليوم يحصل على مقدمات عقود بالملايين من أجل أن يلعب كرة القدم ويمثل ناديه، بالنسبة لي كان تمثيل النادي وإحراز الأهداف وإسعاد الجماهير الاتحادية الكنز الثمين الذي أحصده عند الإنتهاء من كل مباراة، وكانت فرحة الجماهير الاتحادية بالنسبة لي تعادل ملايين الريالات التي يتحصل عليها لاعب اليوم كمقدمات عقود فتخيل لوكان إخلاصي لنادي الاتحاد وحرصي على إحراز الأهداف لإسعاد جماهير الفريق اجتمع مع مقدم عقد لي بالملايين في ذلك العهد ماذا كنت تتخيل من صلاح المولد، أؤكد لك بأنك كنت ستشاهد الأفضل، وكنت سأبذل كل ما يمكن بذله من أجل تقديم نفسي بالشكل الصحيح، ولكن لأننا كنا نلعب في عصر الهواية فقد تغلبت على ظروف الحياة، التي ساهمت في تحطيم مستقبلي فلم أكن أجيد سوى لعبة كرة القدم، كنت ألعب لكي أسعد وأسعد جماهير نادي الاتحاد ولم أفكر قط في الغد، وكنت أفكر في يومي ولم أفكر في غدي حتى تكالبت علي الظروف من كل حدب وصوب وتسببت في إنهاء صلاح المولد. تقدير الاحتراف معدوم حالياً من جهته، أكد قلب دفاع الأهلي السابق منصور حسين، أن الاحتراف لم يحظ بتقدير لاعب اليوم، فهو يحصل على الملايين كمقدات عقود ورواتب مجزية لا يحصل عليها كبار الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، ويستطيع اللاعب أن يؤمن مستقبله بكل سهولة إذا قدم المستوى الحقيقي الذي يجب أن يظهر به اللاعب المحترف، وفي اعتقادي الشخصي لو أن كل لاعب سعودي قدم مستواه الحقيقي الذي يليق باللاعب المحترف فإن كرة القدم السعودية ستزدهر وستصل إلى العالمية، كيف لا ونحن وصلنا إليها في عصر ما قبل الاحتراف، وليس مطلوب من اللاعب سوى الاهتمام بما يقدمه لفريقه ويزاول كرة القدم ليل نهار وليس له عمل آخر سوى إتقان اللعب ويتقاضى على هذا أجرا كبيرا يقدر سنويا بالملايين واللاعب الذكي هو من يستغل عصر الاحتراف ويستثمره لمصلحته ولبناء مستقبله وتأمينه من خلال تأدية كل ما يطلب منه بكل إتقان وبحب كبير في تقديم أجمل المستويات على البساط الأخضر، ولكننا مع الأسف الشديد نجد حاليا أن معضم اللاعبين لا يقدمون المستويات المطلوبة في عصر الاحتراف أو تجد مستوياتهم متذبذبة مرة في القمة وأخرى في القاع وهم يعيشون عصر الاحتراف، وهذا دليل أكيد على أنهم غير قادرين على إعطاء فرقهم ما تم الاتفاق عليه في بنود العقد احترافي ولكنهم في المقابل يحصلون على ما تم الاتفاق عليه بالكامل ومن هنا يكمن الخلل الحقيقي الذي أدى إلى تراجع مستوى الكرة السعودية.