حاستان طبيعيتان خلقهما الله عز وجل بالفطرة في الإنسان والحيوان، الرومانسية بلغة الخواجة أي الحب بلغة الضاد والجنس. وأشهر اثنين مارسا هاتين الحاستين بدءا بآدم وحواء ومن ثم وعلى سبيل المثال الشهيران قيس وليلى وعنتر وعبلة وروميو وجوليت وأنتوني وكليوبترة. وسال حبري لهذا العنوان بسب بشكاتنا ومجالسنا الأسبوعية حيث تتداول فيها عبارة هي كلغز مفهوم المقصد من الحضور. بعد تناول العشاء والساعة قد تعدت منتصف الليل يقوم أحد الضيوف بالانصراف فيحتج صاحب البيت ويقول للضيف: الليلة جمعة والليل طويل، فيرد الضيف بعذره ويقول: الليلة عليه واجب. من منطلق هذا اللغز المتداول بين أغلبية رجالنا المتقاعدين والمتقدمين في السن أصبح يخلط كثير من الأزواج معنى الرومانسية أي الحب والجنس، ويقعون بذلك في خطأ كبير، تنعكس آثاره على العلاقة الزوجية فتسبب تشويها للكثير من المفاهيم وإساءة إليها وذلك لأن العلاقة الزوجية، وإن كانت تقوم أساسا على الحب والتعاطف والمودة وتلاقي إرادتين حريتين لإنشاء الحياة الزوجية والإنجاب، فإن عقد الزواج ليس ترنيمة خيالية ولا قصيدة شاعرية بل هو تشريع حكيم وفيه حقوق وواجبات ومسؤوليات وفيه تكوين للأسرة وإغناء للمجتمع. ومع أن الرومانسية والممارسة الجنسية الزوجية على صلة وثيقة، فإن كلا منهما مستقل عن الآخر، ولا ينبغي ربط أحدهما بالآخر دائما وحتما، فالرومانسية أسلوب حياة وطريقة تفكير تتسم بالإبداع وعشق الجمال والقيم المثالية ولا يبتعد الحب الزوجي الراقي كثيرا عن هذه السمات، حيث إن الزواج هو التحقق الفعلي السامي للحب بين الرجل والمرأة، وهذا ما يؤكده قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لم أر للمتحابين مثل الزواج ومشاعر من مجرد الممارسة الجنسية. وإن كان الجنس يمثل جانبا كبيرا وهاما منه، وتبقى الحياة الزوجية أوسع مدى وواجبات ومسؤوليات وليست مقتصرة على الجماع، بل هي تشمل كل المظاهر والأفعال الحبية التي تعبر عن عمق العلاقة بين الزوجين وتلاقي العواطف والقلوب والعيون في انسجام واتساق دون تصادم أو إلغاء أو تجاهل للآخر. كثيرا ما يكتب الكتاب والمهتمون في شأن التربية والأخصائيون الاجتماعيون ومن هو مهتم في الشأن الأسري والمشاكل التي تخص الأسرة ومنهم ما يبدأ بالحب والرومانسية وخطر ما يصل إليه من الجنس. وكلمة الجنس ومتى استحدثت هذه الكلمة وأختها التي قبلها الرومانسية، حتى أن الآن البعض يطالب بالرومانسية مع الزوجة وهذا شيء جميل. في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى الجنس «الجماع» أو القرب من النساء مثل ما جاء في الآيه: {ولا تقربوهن حتى يطهرن}. وقد بحثت عن هذه الكلمة في كثير من الكتب لعلي أجد متى استخدمت فوجدت ما مفهوم الجنس في اللغة العربية؟ وهل الإنسان جنس أم نوع؟. لم ترد كلمة «جنس» في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، حتى قيل إن الأصمعي كان يرد قول العامة: هذا مجانس لهذا ويقول: ليس بعربي صحيح ويقول هو كلام المولدين. منذ أول زوج خلقه الله سيدنا آدم لم تكن قط صفات الزوج الصالح قائمة على فحولته ولا كان الحب والجماع والقربى ولا الجنس بين الزوج وزوجته واجبا على الزوج. فالعلاقة الزوجية في الإسلام ليست بالجنس ولا بالواجب بل هي عشرة في قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}. والمعروف هو الرومانسية أي الحب. للتواصل (فاكس 6079343) للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة