لقد تعلمنا عبر عصور التاريخ المختلفة كيف لتلك النقوشات الثابتة على الأحجار أهمية كبيرة في نقل رسائل عظيمة عن أمم قد خلت من قبلنا وكيف لتلك الرموز المنقوشة والمحفورة داخل الصخور لم تتغير بتغير الزمان ولا المكان ولا الظروف المحيطة وقد رسخت في عقولنا وليس من الغريب أن ترتبط تلك الصورة ككناية تشبيهية بالتعليم في الصغر (فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر) وصدق القائل فإن للتعليم في سن الطفولة دورا كبيرا في تشكيل أفكاره وتوجيهها التوجيه السليم وتصعيدها نحو أخلاقيات التعامل مع مختلف الأنماط الحياتية، فالأطفال في الصغر لديهم ذاكرة كبيرة وخيال واسع وفضول شديد وكلها عوامل تساعد على استغلالها من قبل شخص واع أو جهة تعليمية معينة لزرع بذور الأدب والسلام والثقافة والتواصل مع الآخرين والصدق مع النفس والصراحة مع الوالدين وكل ذلك يحتاج لجهد كبير وقدوة صالحة وتعاون وبيئة يسكنها الحب والحنان والعطف وإلا فلن تتحقق تلك الصفات لأن هذه المراحل من العمر كمثل كرة من العجين يسهل تشكيلها وإن تشكلت في يد خباز خبيث يبث السموم الفكرية فإن تلك البراعم ستفسد ولن تينع كزهور براقة، وبما أننا في عصر تكنولوجي فلا بد من ترسيخ بعض المفاهيم حول تلك الثقافات الرائجة ومراقبتهم بذكاء دون التقليل من ثقتهم بأنفسهم واتخاذهم لقراراتهم الشخصية فاليوم لا يوجد طفل يجهل معنى انترنت أو جهاز كمبيوتر بل هم يتفوقون أحيانا على والديهم بتصفح جهاز محمول والوصول إلى لعبة معينة أو تصوير منظر ما وهذه دلائل كافية على ذكاء الطفل وسرعة بديهته فلا أجمل من أن نعلم أطفالنا معاني الحب والتعاون مع الآخرين وأن نكون قدوة لهم في فعل الخير فالأم والأب والمعلم هم دائرة القدوة لكل طفل فعلينا أن نكون قدوة خير لهم وأن نفقه أن التربية تدريب وترغيب وليست ترهيبا وتعذيبا. صافية عبدالله