مع قرب نهاية العام الدراسي لعام 1433ه، تتأهب بعض المدارس الحكومية والخاصة للبنين والبنات للاحتفال بتخريج طلابها من خلال أنشطة وبرامج ينفذها الطلاب أنفسهم في احتفالية خاصة، يستعرض خلالها الطلاب مهاراتهم ومواهبهم التي اكتسبوها خلال العام الدراسي، وبما أن المدارس تعمل على إسعاد طلابها بمثل هذه الوسائل الترفيهية، إلا أن بعض المدارس الأهلية تبالغ في طلباتها، خاصة فيما يتعلق بمبالغ الاشتراك في هذه الفعاليات السنوية، وبما يثقل كاهل أولياء الأمور بشكل مباشر. وأوضح عبدالله علاوي أحد أولياء الأمور، أنه تفاجأ بطلب ابنته الصغيرة لمبلغ ألف ريال لحفل نهاية السنة، ويضيف: «على الفور سألت ابنتي ما إذا كانت المدرسة هي من طلبت المبلغ، أم أنه من تخمينها، فأبلغتني أن المدرسة عازمة على استئجار إحدى قاعات الحفلات والمناسبات في جدة، وأن المبلغ عبارة عن رسوم اشتراك في الحفل، فأخبرت ابنتي بأنني سوف أنظم لها حفلة خاصة وستكون أجمل من حفلة المدرسة ولن يكلفني الأمر مثل هذا المبلغ الكبير». وأضاف: «إنني أرى أن مبلغ ألف ريال يصعب على بعض الأسر توفيره بسهولة، خاصة إذا كانت الأسرة تضم أكثر من أربع طالبات، علما بأن كل أب يرغب في تلبية احتياجات أبنائه ولكن الاستغلال في مثل هذه الأمور يعد جريمة». من جهته، ذكر محمد السلمي أن الرسوم في السابق لم تكن تتجاوز ال50 ريالا، وكان الأمر مقبولا إلى حد ما، ولكن المبالغة بطلب المدارس لرسوم مبالغ فيها أمر ليس له أساس، فإن كانت المدرسة تتمتع بميزانيات كبيرة وقادرة على عمل تلك الحفلات بتكاليف عالية من حسابها الخاص فهذا شأنها، أما تنظيم مثل هذه الحفلات على حساب أولياء الأمور فمن وجهة نظري أرى الاكتفاء بحفلة بسيطة تحقق الهدف وتسعد الطلبة، خاصة أن هناك من الأسر من تحفر الصخر لتوفر احتياجات أبنائها ولا داعي إلى إضافة حمل على عاتقهم. أما خالد النقلي، فيرى أن بعض الأسر الميسورة قادرة على توفير كل ما يحتاجه أبناؤها، ولكن وضع شرط ومبالغ معينة يصعب توفيرها من قبل الأطفال ومنها الرسوم العالية أو الحرمان من المشاركة من شأنه أن يولد الضغط النفسي على الطالب أو الطالبة وأولياء الأمور على حد سواء، ويضيف: «الأطفال يتأثرون بسرعة وهذا الأمر قد يجعل من الطالب غير القادر سخرية عند بعض الطلبة ما يؤثر بشكل مباشر في نفسية الطالب ويصبح لديه نوع من العدوانية». إلى ذلك، أكد مدير عام التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي، رفض إقامة حفلات التخرج خارج المدارس، مبينا مخاطبة كافة مديرات المدارس بمنع جمع أية مبالغ ماليه لأي سبب كان.