جميعنا قد مارسنا (السياحة) وهي الانتقال من مكان إقامتنا إلى أية بقعة في العالم لنقضي فيها فترة معينة من الزمن، وأغلب رحلاتنا السياحية تكون في الإجازات الرسمية وتتراوح بين بضعة أشهر أو أسابيع أو حتى أيام معدودة. لكن هل فكرنا يوما بالسياحة الفكرية؟!. اجعل عقلك يحلق في ملكوت الجمال ليعود إليك منتعشا، ومتشبعا من هدوء وصخب هذه الحياة، وكلما شعرت بازدحام الأفكار في رأسك، اذهب فوق تلة أو حتى فوق صخرة أمام البحر وخذ نفسا عميقا، «وأطلق سراح عقلك وخيالك» وأغمض عينيك واستمع للموسيقى من حولك، أنصت جيدا إلى صوت،الطيور، ارتطام الأمواج، أصوات السيارات، أصوات الأطفال والمارة، والبائعون، جميع هذه الأصوات ستشكل سيمفونية رائعة في داخلك، انتظر لا تفتح عينيك، استمر بالتخيل واجعل عقلك وخيالك وحتى مشاعرك تذهب إلى أية دولة تتمنى أن تزورها قريبا أو حتى إن كانت في أحلامك فقط، اذهب إليها بخيالك. تخيل، أنك في تلك المدينة، تسير بين أزقتها، واختلطت بشعبها، وأكلت من مطاعمها وضحكت مع شعبها، وزرت أماكنها السياحية وحتى التراثية، وحضرت أهم المهرجانات المقامة في تلك المدينة. خذ إجازة من مدينتك لتسافر فكريا إلى مدينة أخرى. نحن نحتاج كثيرا إلى السياحة الفكرية، فكثرة الضغوط عملنا، وإيقاع حياتنا السريع يفرض علينا أن «نطلق سراح عقولنا وخيالنا» كل فترة من الزمن، هذا إن لم نستطع السفر والسياحة بأجسادنا وكانت ظروفنا لا تسمح لنا بتجربة تلك المتعة في وقتنا الراهن، فلا نحرم عقولنا من السياحة والسفر، خذ إجازة من مدينتك، ودع عقلك يسافر بضع دقائق أو ساعات ليعود إليك بروح وأفكار وقوة إيجابية تعيد النشاط إلى روتين حياتك الممل. فأنتم تحتاجون دوما إلى روح جديدة وأفكار نقية تكون حاضرة لتبدعوا في أعمالكم، أطلقوا العنان لخيالكم ليتشبع بالقوة والنقاء. [email protected]