مر بي، قال: تقدر التواريخ على عد السنين، لكنها تعجز عن حساب عمرك الحقيقي، ذلك لأن عمرك خلاصة أعمار ومحصلة نهائية لحسابات جمع وطرح وضرب وقسمة، لهذه الأعمار قال: لجسدك عمر، لكن لقلبك عمر آخر، وعمر آخر لعقلك، أما خيالك فهو يموت إن لم يولد، قال: وأنت كل هذه الأعمار، فاحسب عمرك بنفسك، ونفسك هي جسدك وعقلك وقلبك، والأخيلة متلاحقة ومتلاقة، قال: وجسدك في الأرغفة، وعقلك في المعرفة، وقلبك في العاطفة، وخيالك في العاصفة، قال: خذ من الطعام ما يكفي، ومن العلام ما يشفي، ومن الغرام ما يدفي، ومن الخيال ما يضفي وما ينفي وما يعفي ولا يعفي، ثم أخرج من صرة رطبا، ومحبرة، وكتابا، ومشطا، وجديلة، وظلال ماء، وقال: هذا لك.