أصبحنا في حقبة زمنية مختلفة تماما عن أي حقبة مضت، فنحن الآن بكل ما نتمتع به من تطور وتقدم معرفي وحضاري ورغم الانفتاح الذي يواجهه عالمنا العربي إلا أننا نعيش في منفى بعيدين كل البعد عن الواقع. فنحن نعاني من وباء أصبح منتشرا بين ثنايا المجتمع واعتبرها ظاهرة مخيفة جدا، قد تفرق أجيالا وشعوبا عن بعضها غير الأعراض الجانبية التي ستلحق بها. إنني أتحدث عن ظاهرة ومرض «العزلة أو الوحدة» فجميع المسميات باختلافها ترمز لهذه الظاهرة بكل ما تحتويه من معان مخيفة. رغم كل التقدم التكنولوجي الذي منح لنا إلا أننا نفتقد الجو العائلي الدافئ والقلوب التي يملأها الحب والطيبة. للأمانة أصبحت الوحدة تجردنا من ذاتنا بمعنى أنه للحظة قد نشعر بأننا وحيدين في هذا العالم الكبير، رغم أنك بين عائلتك وأصدقائك إلا أنك تشعر بأنك لا تعرفهم أو أصبحوا لا يفهمونك، وهذه مشكلة للأسف أصبحت تتفاقم بيننا ومن أسبابها أننا أصبحنا نعيش في هذه الحياة بتكلف مصطنع. لماذا لا نحاول أن نعيشها ببساطة وقناعة مطلقة؟. أصبحنا نريد ونريد ونحن لا نفعل شيئا لأخذ الذي نريده. نلتزم الانتظار والوقوف حيث لا مكان لنا في تلك الاستراحة. رغم الازدحام والطفرة البشرية إلا أننا قد نتميز عن الكثيرين وقد نؤثر على من حولنا بأفكارنا الإيجابية وأن لا ندع الوحدة تتخلل بين ذاتنا وتستعمرنا. بل نستطيع فعل الكثير لطردها من حياتنا وحياة من حولنا فالروتين اليومي هو من يسبب العزلة والانطواء. نحن تقدمنا كثيرا في كل شيء لماذا لا نستغل التقدم في حياتنا ونجعله دافعا لنا في تسهيل أمور كثيرة لا للخمول والاتكال على الآخرين بأن يحققوا لنا ما نريد ونطمح. فأنا حقا كنت لفترة معينة مضت وانتهت الحمد لله مريضة بالوحدة والعزلة عن الجميع لكنني «جعلت وحدتي مصدر لقوتي». حولتها من وحدة وعزلة يائسة كانت مثل بركان شبه خامد إلى ثورة انفجرت عن هدوئي وعزلتي جعلت من قلمي يتحدث عني في كل شيء. [email protected]