أصاب خصمان من خارج السرب قلب الخوف لمتصدر دوري زين (الشباب) ووصيفه (الأهلي) بأن عثرا خطاهما، فالأول عانى أمام رابع الدوري (الاتفاق) بتعادل أشبه بطعم الخسارة، وكذا الحال للأهلي من سادس الدوري (الاتحاد) فاقتطع الاتفاق تعادلا أحرج الشباب، وتسبب العميد بخسارة هي الثانية للوصيف ليفقد ثلاث نقاط كان الأحوج إليها في ظلال السباق المحموم على بطولة الدوري. ومجمل النتاج 60 نقطة للشباب، وللأهلي 58 فيما يركنان إلى الراحة، وراحة الشباب تتجه إلى لقاء سهل جدا أمام متذيل القائمة (الأنصار) أمال الأهلي فيواجه الرائد (المكلوم) بهاجس الخوف من تقارب الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى حيث ما زال رصيده مخيفا ويقارب المعمعة. كأس واحدة وبقراءة لحال الفريقين الباحثين عن لقب دوري زين، نجد حال الشباب أفضل عناصريا عن منافسه (الأهلي) الذي سيخضع لجملة من الغيابات (المحتملة) للاعبه الأجنبي بالومينو، وكذا الأمر لمحترفه الآخر عماد الحوسني، والأخير قد يغيب أيضا عن لقاء الرائد الأحد الثامن من أبريل حال سلامته خشية تعرضه لإصابة جديدة تمنعه من لقاء (الفيصل) أمام الشباب في الجولة الأخيرة. عشرة أيام بالتمام والكمال تجيء مناسبة للاستشفاء وإعادة ترتيب الأوراق للفريقين، الشباب يواجه الأنصار برغبة زيادة الغلة التهديفية ولكن تحت عباءة الحذر، فليس لدى أبناء طيبة ما يخسرونه في الجولة ما قبل الأخيرة، وهم يشمرون عن ساعد العودة لدوري الدرجة الأولى مجددا، معتبرين أن لقاءي الجولتين الأخيرتين في دوري زين (وداعية) يأملون أن تكون مشرقة ولو على حساب المتصدر، وثمة استعداد لرحلة شاقة في دوري الأولى الموسم المقبل. والأهلي يتجشم هذه الفرصة لعله يلحق استشفاء الحوسني وبالومينو، رغم أن البوادر الأولية لإصابة الأخيرة تقول إنها (وداعية) ليكون أمام جاروليم إعداد بدائل المصابين، وحتى حال جاهزية الحوسني لن يغامر به أمام الرائد. وبمراجعة أحداث الجولة الماضية، يمكن القول إن تعادل الاتفاق والشباب قلل من حجم خسارة الأهلي من الاتحاد، باعتبار أن الفارق بالإمكان تغطيته في اللقاء النهائي، شريطة أن يمر الفريق الأخضر من موقعة الرائد بحذاقة، بما يعني أن الفريقين (الشباب والأهلي) سيظلان على نهج التوتر حتى اللحظات الأخيرة، ويعي الأول منهما أن اللقاء في جدة سيكون من الصعب والصعب جدا، حتى لو جاءه بخياري التعادل والفوز، فيما يخشى الأهلي أن يكون ذلك باب ضغط على اللاعبين أمام جماهيرهم، رغم جدولة التناغم بين هذين الطرفين بصورة لافتة، فلم يكن جمهور الأهلي قاسيا على عناصر الفريق بعد خسارة الاتحاد، رغم ما خلفت هذه الموقعة من ألم في نفوسهم، غير أن الخسارة من الشباب في النهائي ستكون أكثر إيلاما، سواء وصلها الفريق الأسود بطلا، أو تحت طائل النتيجة آنذاك. ربكة التعجل الأهلي تسرع كثيرا وأهدر الفرص تلو الفرص، ولم يكن الشباب أحسن حالا، بدليل أن الفريقين وقعا تحت طائل الضغط النفسي، فأهدر الأهلي ما أهدر، وأضاع الشباب فرصة التفرد بفارق أربع نقاط، لو استثمر ناصر الشمراني الجزائية التي احتسبها خليل جلال له أمام الاتفاق، ولم يكن مدربا الفريقين أحسن حالا وهما يشاركان لاعبيهما القلق والتوتر، وراحا يقلبان في الأوراق بغير تعقل، رغم أن ياروليم أجبرته الإصابات على الابدلات الإجبارية للحوسني وبالومينو، غير أن خياراته لم تكن صائبة، حين لعب بالجيزاوي خارج منطقة الجزاء، وقت أن كان الاتحاد يلعب بثلاثة مدافعين في متوسط الدفاع (منتشري، تكر، أسامة) وحتى حينما لعب بقلبي دفاع بخروج المنتشري إلى الطرف ظل يهاجم من الجهة اليمنى، تاركا نقطة ضعف الاتحاد (إبراهيم هزازي) دون فاعلية أهلاوية رغم البطء الشديد في تحركاته، فليس المهم أن تسيطر دون نتاج، ولم يوعز لفيكتور بالدخول إلى منطقة العمليات، متقلدا أدوار كماتشو الذي افتقد المساندة الفعلية من تيسير، فتوقف عطاؤه بشكل غريب طيلة الشوط الثاني. ضغط نفسي وفي شأن الشباب، أوقع برودوم لاعبيه تحت الضغط، وهو يوجه بصراخ عال سمعه كل من في ملعب المباراة، وتسبب في أن يكون فريقه رهين الظروف القادمة، دون أن يعرف أحد ماهية المجهول القادم، ولم يكن موفقا وهو يلقي بمهمة تنفيذ الجزائية للاعبه ناصر الشمراني، لأن من أدوات الفوز والبطولات عنصر المفاجأة، وبتسديد ناصر للجزائية افتقد الشباب لهذه الميزة، رغم أن الاتفاق دخل اللقاء دون اهتمامات كبيرة، سوى رغبته الرد وانتظار ما أوحى به الشبابيون من تخوف كبير من حكم المباراة (خليل جلال) المقدوح سلفا بأهلاويته، فلعب هادئا، ولن تكن لتزعجه الجزائية الضائعة من جانبه، أو التي حانت للشباب فأودى بها الشمراني إلى مصير سابقتها. وقبل الخوض في الجولة المقبلة، ليس أمام الفريقين سوى الفوز، وغير ذاك سيظل الأمر أكثر تعقيدا، وخسارة أحدهما مثار إثارة أكبر وتجييش للقاء النهائي، غير أن خسارة الأهلي وفوز الشباب ستنهي السباق قبل خط النهاية، والعكس يمنح الأخير ضوءا أخضر وأملا للقاء النهائي في جدة حال تجاوز الرائد في معقله في بريدة. وستشهد الأيام المقبلة عملا دؤوبا من الجانبين؛ إداريا، وفنيا، وجماهيريا، ونفسيا، ومعنويا، من أجل التحفز للجولة ال 25، وانتظار ما تستسفر عنه، غير أن اليد الطولى ستظل للمدربين في الانتقاء الأمثل لأدوات هذه الجولة عناصريا وطريقة التكتيك، وفق المتاح من الإمكانات، وتحت طائل ما ستفرضه الظروف.