تتطور الأورام التي تصيب القولون أو المستقيم ببطء في غضون 3 – 10 سنوات، وتنشط لدى الغالبية العظمى من الناس بعد سن الخمسين، ويبدأ المرض بورم محدود داخل جدار القولون والمستقيم، لكن التأخر في العلاج، يتسبب في اختراق الورم لجدار القولون والمستقيم، ليصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة بالقولون والمستقيم، وقد يصل في مرحلته النهائية إلى أعضاء أخرى كالكبد أو الرئتين. وسرطان القولون يبدأ على شكل لحمية صغيرة الحجم، تنمو في البطانة الداخلية للأمعاء، ويكون معظمها حميدا، لكنها قد تتحول إلى ورم خبيث، ويصاب الأشخاص المعرضون وراثياً للمرض بعديد من اللحميات داخل الأمعاء سرعان ما تتحول إلى أورام خبيثة إذا أهملت كما أن الجميع معرض لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلا أن احتمال الإصابة يتوقف على عدة عوامل، أخطرها أن يكون لدى المريض تاريخ مرضي، شخصي أو عائلي، لهذا النوع من الأورام، أو للإصابة بأمراض متعلقة بالتهابات القولون التقرحي أو الحبيبي، كما أن هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، أهمها الوجبات الغذائية الغنية بالدهون قليلة الألياف، فضلاً عن اتباع أسلوب حياة يغلب عليه الخمول وقلة الحركة. وهناك أعراض تحذيرية ترجح الإصابة بالسرطان، ومنها نزيف المستقيم، وجود دم في البراز أحمر قان، أو غامق جداً، وتغير في حركة القولون وطبيعة البراز وشكله، وحدوث آلام ناتجة عن تقلصات وتشنجات في المنطقة السفلية من البطن، والإحساس باضطراب ورغبة في التبرز في غير حاجة، وفقدان الوزن دون اتباع حمية، وشعور بتعب وإجهاد مستمر. والفحص المبكر يعد ضرورياً لأن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة إذ أنه يرفع فرص العلاج، وثمة فحوص مبكرة يجب أن تجرى للمعرضين للإصابة، تشمل الفحص السريري، وفحص البراز، والتنظير، والتصوير الإشعاعي، كما أن هناك خيارات علاجية عديدة تشمل العلاج الكيميائي والبيولوجي، لكن الجراحة تعد خياراً رئيسياً، ويتوقف نوعها وما يصاحبها من علاجات على مدى تقدم السرطان، وسلامة صحتكم . (*) استشاري طب الأورام ورئيس شعبة الأورام في مركز الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض، ورئيس السجل الوطني للأورام.