حذر استشاري في طب الأورام من خطر الأورام التي تصيب القولون أو المستقيم، والتي قد تتحول إلى أورام سرطانية إذا أهمل المريض علاجها. وقال الدكتور شوقي بازارباشي، استشاري طب الأورام ورئيس شعبة الأورام بمركز الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، ورئيس السجل الوطني للأورام بالمملكة، إن تلك الأورام تتطور ببطء في غضون 3 – 10 سنوات، وتنشط لدى الغالبية العظمى من الناس بعد سن الخمسين. ويبدأ المرض بورم محدود داخل جدار القولون والمستقيم. لكن التأخر في العلاج، يتسبب في اختراق الورم لجدار القولون والمستقيم، ليصل إلى الغدد اللمفاوية المحيطة بالقولون والمستقيم، وقد يصل في مرحلته النهائية إلى أعضاء أخرى كالكبد أو الرئتين. وبين أن سرطان القولون يبدأ على شكل لحمية صغيرة الحجم، تنمو في البطانة الداخلية للأمعاء، ويكون معظمها حميد، لكنها قد تتحول إلى ورم خبيث. ويصاب الأشخاص المعرضون وراثياً للمرض بعديد من اللحميات داخل الأمعاء سرعان ما تتحول إلى أورام خبيثة إذا أهملت. وذكر أن الجميع مُعرض لخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم إلا أن احتمال الإصابة يتوقف على عدة عوامل، أخطرها أن يكون لدى المريض تاريخ مرضي، شخصي أو عائلي، لهذا النوع من الأورام، أو للإصابة بأمراض متعلقة بالتهابات القولون التقرحي أو الحبيبي. كما أن هناك عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، أهمها الوجبات الغذائية الغنية بالدهون قليلة الألياف، فضلاً عن اتباع أسلوب حياة يغلب عليه الخمول وقلة الحركة. وثمة أعراض تحذيرية ترجح الإصابة بالسرطان، ومنها نزيف المستقيم، وجود دم في البراز أحمر قاني، أو غامق جداً، وتغير في حركة القولون وطبيعة البراز وشكله، وحدوث آلام ناتجة عن تقلصات وتشنجات في المنطقة السفلية من البطن، والإحساس باضطراب ورغبة في التبرز في غير حاجة، وفقدان الوزن دون إتباع حمية، وشعور بتعب وإجهاد مستمر. وألمح الدكتور بازارباشي إلى أن الفحص المبكر يعد ضرورياً لأن اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة اذ انة يرفع فرص العلاج. وثمة فحوص مبكرة يجب أن تجرى للمعرضين للإصابة، تشمل الفحص السريري، وفحص البراز، والتنظير، والتصوير الإشعاعي. وقال إن هناك خيارات علاجية عديدة تشمل العلاج الكيميائي والبيولوجي، لكن الجراحة تعد خياراً رئيسياً، ويتوقف نوعها وما يصاحبها من علاجات على مدى تقدم السرطان. جدير بالذكر أن سرطان القولون يعد ثالث أكثر الأورام شيوعاً في العالم، ويصيب أكثر من مليون شخص سنوياً غالبيتهم من الرجال حيث يعد رابع أكثر الأورام التي تصيب الرجال، وثالث اكثر الأورام التي تصيب السيدات. وتقدر بعض الإحصاءات العالمية عدد الوفيات بهذا المرض بأكثر من نصف مليون وفاة. ويمثل المرض ثاني أكثر الأورام انتشاراً في منطقة الخليج العربي. وتشير التقارير الطبية إلى أن قطر سجلت أعلى معدلات الإصابة بين الرجال بواقع 16.1 لكل 100 الف شخص، فالكويت ب 15.2 لكل 100 الف، ثم البحرين ب 14.3 لكل 100 الف، فالإمارات ب 7.1 لكل 100 الف، ثم المملكة ب 6.4 لكل 100 الف، وأخيراً عمان ب 5.3 لكل 100 الف. اما بالنسبة للاصابة بين السيدات فتاتي قطر في المرتبة الأولى بواقع 14.1 لكل 100 الف شخص، فالكويت ب 12.6 لكل 100 ألف، ومن ثم البحرين ب 8.7 لكل 100 الف فالإمارات ب 6.5 لكل 100 الف، ومن ثم المملكة ب 5.6 لكل 100 الف وأخيراً عمان ب 4لكل 100 الف.