كان يوم الجمعة الماضي آخر أيام معرض الكتاب الذي أقامته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، وأقيم على هامشه عدد من الندوات الثقافية والمعارض الفنية الجميلة خاصة ما كان منها متعلقا بثقافة الطفل، وهو مجهود موفق ومثمر تستحق الوزارة عليه الشكر والثناء، وشكرا آخر خاصا على نجاحها في فرض الأمن داخل المعرض فأتاحت للزائرين والزائرات شعورا بالطمأنينة والأمن كان غائبا في السنوات الماضية. نحن هذه الأيام نعيش مرحلة حراك ثقافي نشطة تقودها وزارة الثقافة، التي تبذل محاولات جادة من أجل تنشيط الحراك الثقافي، كتخصيصها جائزة للكتاب، وتكريم رواد الثقافة في مجتمعنا، وإقامة معارض الكتاب والملتقيات الثقافية، والتعريف بالثقافة المحلية خارج المملكة، وتشجيع ترجمات النتاج الثقافي المحلي إلى لغات أجنبية، ووضع أنظمة لحماية حقوق الملكية الفكرية، وإعادة تنظيم الأندية الأدبية وإقرار العمل بالانتخابات داخلها، وغير ذلك من المحاولات المخلصة لبناء حركة ثقافية حديثة تعنى بالمستجدات الثقافية وترتبط بالحركة الثقافية في العالم المعاصر. لكن الوزارة وهي تعمل في هذه النشاطات الثقافية، لا تعمل في جو من الهدوء والسلم الذي يتيح لها التركيز على عملها والتفرغ لإتقانه، وانما هي تعمل في وسط مشحون بالبغضاء والعدائية تجاه ما تقوم به من نشاطات، وهناك حالة من الترصد والتوثب للانقضاض عليها عند أول هفوة تسمح بذلك. وقد كان معرض الكتاب الذي أقيم خلال الأسبوع الماضي مسرحا لاستعراض صور العداوة الثقافية، كالتحريض على مقاطعته وإصدار البيانات المناهضة له والترويج لفشله ومحاولات إثارة الفوضى داخله، وقبله كان ملتقى المثقفين، الذي لاقى استقبالا مشابها لاستقبال المعرض حيث وجهت الاتهامات إليه ونيل منه ومن المشاركين فيه بالحط من القدر والتقليل من الثمرة، ناهيك عن السعي الحثيث لإجهاض محاولات الوزارة النهوض بالجوانب الثقافية الأخرى كدعم المسرح والاعتناء بالموروث الثقافي الفني كالأهازيج والأغاني الشعبية والرقصات التقليدية أو غيرها. لماذا كل هذه العدائية تجاه الثقافة؟ إن ما يوجه نحو وزارة الثقافة من بغض لا يبدو موجها لها هي بحد ذاتها قدر ما أن المعني به تلك الثقافة التي ترعاها. وهذه طامة أن تنطوي قلوب بعض أبناء هذا الجيل على كره الثقافة والدعوة إلى إنكار كل فكر جديد أو رؤية مختلفة في إصرار عقيم على رفض الخروج عن نطاق القديم مما سبقت معرفته واكتملت ألفته من حدود المعرفة التقليدية!! إن أمام وزارة الثقافة مهام صعبة تنتظر منها الإنجاز، فهي مسؤولة عن نشر الثقافة وخلق الوعي المعرفي وبث مفاهيم جديدة لم يألفها الناس من قبل، وهي مسؤولة عن وصول خدماتها إلى مختلف مدن المملكة الكبيرة والصغيرة على السواء، وإلى القرى والأطراف، وهو ما يجعل الوزارة في حاجة الى دعم الجمهور وتعاونه معها لا مناهضتها والنشاط في إحباط ما تفعله. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة