أفادت مصادر عسكرية في الجيش السوري الحر ل «عكاظ» أن إدارة المخابرات العامة هي المشرف الرئيس على العمليات العسكرية للجيش النظامي في كل المناطق السورية، معتبرا أن دور الجيش بات تنفيذيا وأوامر الاقتحامات والاعتقالات تأتي من فروع الأجهزة الأمنية. وأكد أن رئيس الاستخبارات الجوية اللواء جميل حسن، بات الشخص الأكثر سيطرة على الساحة الأمنية والعسكرية، مشيرا إلى أن هذا الفرع له اليد الطولى في حملات الاعتقال والتعذيب، فضلا عن مراقبة التحركات العسكرية للجيش في كل المناطق، لافتا إلى وجود تنافس بين فروع المخابرات للسيطرة على الجيش. وقال إن أجهزة المخابرات السورية، همشت الكثير من قيادات الجيش السوري، وشددت المراقبة على الضباط وعلى انتماءاتهم الدينية والمناطقية. لافتا إلى أن العنف المفرط ضد المدنيين يعود إلى التنافس الشرس بين أجهزة الاستخبارات للسيطرة على الأوضاع الأمنية في البلاد. وكانت مصادر صحافية، كشفت عن وثائق متعلقة باجتماعات ما يسمى «خلية إدارة الأزمة في سوريا»، وهي التي تشير إلى الطريقة التي يفكر بها القادة الأمنيون، والسياسيون، في التعامل مع الاحتجاجات. ميدانيا سقط قتلى وجرحى أمس في انفجار وقع قرب مركز أمني في حلب، فيما شهدت أنحاء عدة من سورية عمليات عسكرية واشتباكات مع منشقين عشية توجه البعثة المفوضة من المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي آنان إلى دمشق لإجراء مباحثات مع القيادة السورية حول وقف العنف. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن ثلاثة مواطنين قتلوا، وأصيب أكثر من 25 بجروح في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من فرع الأمن السياسي في حلب. وأوضح المتحدث باسم تنسيقيات حلب محمد الحلبي أن إطلاق نار كثيفا جدا أعقب الانفجار الذي يأتي غداة انفجارين قرب مركزين أمنيين في العاصمة دمشق أسفرا عن مقتل 24 شخصا وجرح 140. وفي هذه الأثناء تواصل قمع السلطات السورية للاحتجاجات في البلاد ما أدى إلى سقوط 47 قتيلا. ففي دمشق، اعتدى عناصر من الأمن والشبيحة على القيادي المعارض محمد سيد رصاص واعتقلوه مع مجموعة من الناشطين في هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي، أثناء تظاهرة ضمت المئات وطالبت بإسقاط النظام. وفي ريف دمشق، نفذت قوات عسكرية أمنية مشتركة حملة مداهمات في مدينتي عرطوز وقطنا، بينما دارت في محافظة دير الزور اشتباكات عنيفة بين قوات نظام الأسد ومجموعات منشقة. كما وقعت اشتباكات بين الجانبين في محافظة إدلب. من جهة أخرى يتوجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر اليوم إلى موسكو في زيارة يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لإجراء محادثات تتعلق بالوضع الإنساني في سورية. وحذر كيلنبرغر من الوضع الإنساني الصعب للغاية في حمص وإدلب ودرعا وبقية المناطق المضطربة.