أكد عضو المجلس الوطني السوري الدكتور عبدالباسط سيدا ل «عكاظ» أن المباحثات مع المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان في تركيا، تركزت حول المرحلة الانتقالية المقبلة في سورية وليس التفاوض مع نظام الأسد. وقال إن خيار المفاوضات مع النظام السوري بات جزءا من الماضي في ظل الجرائم اليومية بحق المدنيين، لافتا إلى أن اللقاء مع عنان كان إيجابيا، «وتلمسنا تفهم المبعوث الأممي وإدراكه العميق للأوضاع في سورية». وأوضح سيدا الذي شارك في الوفد المفاوض مع كوفي عنان أن هناك جولة مباحثات أخرى بين المجلس الوطني السوري والمبعوث الأممي في جنيف الأسبوع المقبل، لاستكمال الحوار حول الأزمة السورية والبدائل المتوفرة لدى عنان في حال رفض النظام السوري مقترحات وقف العنف ضد المدنيين، مشيرا إلى أن عنان لديه خطط بديلة في حال تلقى ردا سلبيا من النظام السوري. وأضاف أن المجلس الوطني عرض على كوفي عنان المشروع السياسي لسورية ما بعد الأسد، ملمحا إلى أن هذا المشروع تضمن دراسة جميع الجوانب في البلاد، بما فيها بناء الجيش الوطني، وضمانات عدم نشوب حرب أهلية في البلاد، كما يروج النظام لزواره في دمشق. في غضون ذلك، أعلن عنان أنه ينتظر ردا من النظام السوري على المقترحات التي قدمها للرئيس بشار الأسد. وقال متحدثا للصحافيين في ختام لقاء في العاصمة التركية مع المجلس الوطني السوري المعارض «انتظر ردا من السلطات السورية لأنني عرضت عليهم مقترحات ملموسة». وتابع عنان في أنقرة «سنعلم كيف سنتحرك بعد حصولنا على ردهم»، مشددا على ضرورة وقف «القتل والعنف» في سورية. وأضاف «الشعب السوري يستحق معاملة أفضل من ذلك». وكان عنان أجرى محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو. إلى ذلك، اعتبرت الولاياتالمتحدة تنظيم انتخابات نيابية في سورية في السابع من مايو المقبل، كما أعلن بشار الأسد، وسط أعمال العنف في أنحاء البلاد أمرا «مثيرا للسخرية». بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، أن روسيا تريد إقناع نظام دمشق بقبول مراقبين دوليين مستقلين يتولون مراقبة وقف «متزامن» لأعمال العنف من الجانبين، كما قال الموفد الصيني الى الشرق الاوسط تشانغ مينغ أمس، أن بكين والجامعة العربية متفقتان على ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة السورية. وفي السياق ذاته، أعلنت تركيا أمس، أنها ستستضيف المؤتمر الثاني لمجموعة «أصدقاء سوريا» في اسطنبول في الثاني من إبريل في محاولة للضغط على النظام السوري لكي يوقف قمع الحركة الاحتجاجية. من جهته، دعا رئيس وزراء قطر أطياف المعارضة السورية لترك خلافاتها جانبا، معلنا أن موقفا عربيا و دوليا تجاه الأزمة السورية بصدد التشكل الآن. يأتي ذلك، في وقت استقال المعارض هيثم المالح أمس، من المجلس الوطني السوري بدعوى الفوضى التي تسيطر عليه، متوقعا مزيدا من الاستقالات.