يقلب أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل اليوم، صفحات كتاب التنمية في محافظة الجموم من خلال جولة تفقدية يستهل بها برنامج جولاته التفقدية السنوية لمحافظات المنطقة. ويراجع أمير المنطقة مع المسؤولين كافة في الجهات الحكومية، فاتورة وكشف حساب مشاريع تجاوزت تكلفتها 750 مليون ريال، حيث يناقش سموه مبررات تعثر المشاريع في المحافظة، وذلك في اجتماع يجمعه مع المجلس المحلي بالمحافظة. مبررات التعثر وبين محافظ الجموم مهدي العيافي ل«عكاظ» أن الزيارة تأتي ضمن منظومة المسؤولية المشتركة المنطلقة من رؤية أمير المنطقة بأن تتكامل وتتضافر كافة الجهات الحكومية بما يضمن دفع عجلة التنمية في المحافظة، وذلك في بعد استراتيجي يحرص من خلاله أمير المنطقة على قراءة الفوارق الميدانية في مستوى تنفيذ المشاريع المعتمدة. وأرجع العيافي مسببات التعثر في بعض المشاريع إلى عنصرين مهمين؛ «من خلال متابعتي الميدانية لبعض المشاريع المنفذة يعود الخلل في المقاولين، حيث تتم ترسية المشاريع على شركات مصنفة، لكنها تبرم عقودا بالباطن مع شركات ضعيفة، وهذا يقود صوب التأخير. أما السبب الثاني فهو ضعف الرقابة والإشراف في بعض الجهات الحكومية المنفذة للمشاريع حيث لا توجد رقابة صارمة قادرة على معاقبة التعثر والتأخر». وزاد العيافي: «لدينا مشاريع متعثرة ولكن في المقابل هناك مشاريع أنجزت ومشاريع تحت الإنجاز، فمشروع مبنى مركز التنمية الاجتماعية انتهى العمل به فيما يجري العمل في إنشاء مشروع مبنى بلدية الجموم إلى جانب منظومة من المشاريع شملت إنشاء مراكز صحية جديدة في محافظة الجموم والمراكز التابعة لها، إضافة إلى مشاريع لتصريف السيول والأمطار وأخرى للطرق والإنارة والمياه والتخطيط الحضري وغيرها، ما نتج عنه أن جميع المحافظات اليوم تنعم بوجود فروع للجامعات وكذلك وصول المياه المحلاة إلى المنازل وغيره من الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطن والمقيم. كشف حساب سنوي وصف رئيس المجلس البلدي في محافظة الجموم الدكتور عبيدالله اللحياني زيارة أمير منطقة مكةالمكرمة لمحافظة الجموم بالمحفزة التي تضع المسؤولين في قلب معادلة البناء الحقيقي، وهي أقرب ما تكون من كشف حساب سنوي لكافة القطاعات الحكومية المعنية بخدمات المكان والإنسان. وأوضح: «وضعنا في المجلس البلدي في الجموم خطة لأربع سنوات مقبلة، وتبنينا من خلالها إستراتيجية أمير المنطقة في بناء الإنسان والمكان، ونسعى من خلالها إلى إيقاف الهجرة من قرى وهجر المحافظة من خلال توطين الخدمات، حيث قمنا الشهر الماضي بزيارة ميدانية لثمانية مراكز في المحافظة رصدنا كافة الاحتياجات التي يطالب بها المواطنون، والحقيقة أننا سنعمل على رصد المشاريع المتعثرة في المحافظة ولدينا أولويات في هذا الشأن ولعل ما يتربع على أولويات المجلس مناقشة تعثر مشروع إنشاء مستشفى الجموم، وكذلك تعثر مشاريع المياه، وهذان المشروعان من أبرز مطالب الأهالي في المحافظة». مبنى الكلية الجامعية وبين عميد الكلية الجامعية لجامعة أم القرى بمحافظة الجموم الدكتور فيصل عبدالقادر بغدادي ل«عكاظ»، أن مشروع مبنى الكلية الجاري تنفيذه حاليا بمحافظة الجموم على مساحة تبلغ أربعة آلاف و900 متر مربع ضمن مشروع المدينة الجامعية المزمع تنفيذه سينتهى منه في غضون ثلاثة أشهر مقبلة وفق تقارير المقاولين، حيث سيسلم المرحلة الأولى منه وتنهي المراحل الأخرى في العام الهجري المقبل 1434، موضحا أن مشروع الكلية الجامعية يتضمن إنشاء 50 قاعة دراسية ومعامل للحاسب الآلي والكيمياء والفيزياء، لافتا النظر إلى أنه تم استئجار مبنى بمحافظة الجموم يتكون من 63 قاعة دراسية وتجهيزه بكافة الاحتياجات والمستلزمات ليتم استقبال الدفعة الأولى من الطلاب في العام الدراسي الجامعي المقبل 1433 1434ه في ثلاثة تخصصات هي الحاسب الآلي والمحاسبة والرياضيات لحين استكمال مشروع مبنى الكلية الذي سيتيح تخصصات الأحياء والكيمياء والفيزياء إلى جانب تخصصات الرياضيات والمحاسبة والحاسب الآلي. وأشار إلى أنه بعد الانتقال إلى مبنى الكلية ستتم الاستفادة من المبنى المستأجر لتحويله لكلية خاصة بالطالبات وفتح تخصصات المحاسبة والإعلام والخدمة الاجتماعية كمرحلة أولية لحين تنفيذ مشروع متكامل لهن في الجموم. وأوضح مدير عام الدراسات والعلاقات العامة في الإمارة سلطان الدوسري، أن أمير مكة يحرص خلال زياراته لمحافظات المنطقة على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة، بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي. وأكد الدوسري أن الزيارات الماضية أثبتت جدوى اللقاءات المباشرة بين المواطن والمسؤول، حيث تحولت كثير من طلبات أهالي المحافظات إلى قرارات تنفذ كمشاريع، موضحا أن الزيارات الميدانية لسموه للمحافظات قبل خمس سنوات أسهمت بشكل رئيس في تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع وتحريك المتعثر منها. وأفاد أن محافظة الجموم التي سيزورها أمير المنطقة اليوم، شهدت خلال الزيارات السابقة تدشين وافتتاح الكثير من المشاريع الخدمية تقدر تكلفتها بأكثر من 750 مليون ريال، منها فرع لجامعة أم القرى، تنفيذ المراحل التأسيسية لمشروع مبنى الكلية الجامعية على مساحة تقارب خمسة آلاف متر مربع ضمن مشروع المدينة الجامعية المزمع تنفيذه في المحافظة على مساحة أربعة ملايين متر مربع، فيما شهد هذا العام بدء الطلاب الدراسة في ثلاثة تخصصات هي الحاسب الآلي، المحاسبة والرياضيات في مبنى مستأجر وبشكل مؤقت يتكون من 63 قاعة دراسية تم تجهيزها بكافة الاحتياجات لحين استكمال مشروع مبنى الكلية الذي سيتيح تخصصات الأحياء والكيمياء والفيزياء إلى جانب تخصصات الرياضيات والمحاسبة والحاسب الآلي. وأضاف شهدت المحافظة والمراكز التابعة لها، إنشاء مراكز صحية جديدة، مشاريع لتصريف السيول والأمطار، أخرى للطرق والإنارة والمياه والتخطيط الحضري وغيرها. مستشفى الجموم المتعثر .. التكلفة تفوق المعتمد في «المالية» علي غرسان (مكةالمكرمة) في الوقت الذي ظل 45 ألف مواطن ومواطنة في محافظة الجموم يتطلعون لملامسة حلم المستشفى الذي طال انتظاره، يسقط هذا الحلم من الوجود بعد أن كان من المفترض أن يكون أحد المشاريع التي نفذت خلال هذا العام والذي قدرت تكلفته المالية ب80 مليون ريال، لكن وزارة الصحة لم تبدأ فيه حتى اللحظة. ومع تنامي الشائعات بين المواطنين حول مبررات التعثر وانطلاقة وتيرة العمل في المستشفى خلال أيام، اعترف محافظ الجموم مهدي العيافي ان المشروع لم ير النور بعد، وأنه يئن تحت وطأة البيروقراطية دون أن يكون هناك موقف واضح لمبررات كل هذا التأخير، ومؤكدا أنه لم يوقع بعد عقد المشروع كما يشاع ويتداول. ووفقا لما أكده ل«عكاظ» العيافي «حاولت أن أجد مبررا لتأخر تنفيذ المستشفى ولكن دون جدوى، حيث خاطبنا عدة جهات ووصلنا قبل 3 أشهر رد من وزارة الصحة أن المشروع تعثر بسبب ارتفاع تكلفة الإنشاء عن الميزانية المعتمدة من وزارة المالية، حيث كان أقل عرض مقدم من قبل شركات التنفيذ يتجاوز المبلغ المعتمد للمستشفى، ما أدى إلى مخاطبة وزارة المالية مجددا لرفع الاعتماد المالي». الجموم .. بئر وصفها الفيصل ب «النموذجية» علي غرسان (مكةالمكرمة) في الشمال الغربي من مكةالمكرمة وعلى بعد 25 كيلو مترا تقف محافظة الجموم مصافحة أمير المنطقة الذي وصفها في زيارته الأولى لها على مستوى النطاق الرسمي قبل عامين ب«النموذجية» مؤملا من جميع المحافظات في المنطقة أن تحذو حذوها في التطوير، خاصة وهي التي تشتهر بقدرتها على الإنتاج الزراعي وتمثل موردا زراعيا مهما لمدينتي مكةالمكرمةوجدة والتي جاء اسمها لما تحتويه من آبار وعيون للمياه، وقد جاء وصفها في كتاب لسان العرب لابن منظور أن الجموم هي «البئر المغمورة أو الكثيرة الماء». جولات خالد الفيصل .. لكل مجتهد رقيب ووراء كل مقصر حسيب علي غرسان (مكةالمكرمة) طوى أمير منطقة مكةالمكرمة خمس سنوات من صفحات عمله حاكما إداريا لمنطقة مكةالمكرمة، كان خلالها يخطط، يناقش، ينفذ، ويشرف ميدانيا، وهو يرتكز في كل تلك الأفعال الشاقة على الرؤية التنموية الكفيلة بخلق موازنة عادلة بين كافة أجزاء المنطقة المترامية الأطراف التي تقع تحت عباءة مسؤوليته الإدارية، ففي ثقافة المسؤولية؛ الاهتمام بالعمق والمركز لا يلغي الأطراف وإن بعدت ، وهكذا كان الفيصل في تلك السنين الماضية ليضع كافة محافظات ومدن مكةالمكرمة على خارطة التنمية الشاملة. ولأن الشفافية مطلب رئيس في التنمية والبناء يحرص أمير المنطقة في كل جولة من جولاته التفقدية على أن يضع كل مسؤول في أجهزة الدولة المختلفة في مواجهة مع المواطن، فيجمع الكل على طاولة «ما لك وما عليك» في نهج إداري يثبت أن وراء كل مجتهد رقيبا ووراء كل مقصر حسيبا.