كشفت دراسة علمية حديثة عن نقص حاد في فرص تدريب المهندسين السعوديين على مستوى المملكة، علاوة على تدني مستوى العاملين في المنشآت العاملة في القطاع الهندسي، نتيجة قلة البرامج الهندسية المتخصصة في التدريب الهندسي ومعايير ومقاييس منهجية التدريب الهندسي واعتماد البرامج التدريبية ذات الفاعلية. وأوضحت دراسة أجراها فريق بحثي برئاسة المهندس صالح بن عبدالرحمن العمرو، ودعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تحت عنوان «منهجية التدريب والتطوير المهني المستمر للمهندسين في المملكة»، أن 80 في المائة من المهندسين في المملكة لا تتجاوز أعمارهم 45 عاما، ويعمل معظمهم في القطاع العام باعتباره أكثر أمانا، على الرغم أن القطاع الصناعي الخاص أكثر دخلا وأكبر فرصا للتدريب والتطوير. واعتمدت الدراسة في بحثها على استبيانات وجهت لطلاب الهندسة في الجامعات، وأعضاء هيئة التدريس، وعموم المهندسين، ومتخذي القرار، بهدف الوقوف على حقيقة الممارسة المهنية لمهنة الهندسة في المملكة، وانتهت بتحديد أربعة مستويات مهنية للمهندسين، هي: مهندس، مهندس مشارك، مهندس محترف، مهندس مستشار، كما تم تحديد المسؤوليات والصلاحيات المهنية لكل مستوى، ومتطلبات الحصول عليها. وتوصلت إلى أن 80 في المائة من المهندسين السعوديين يحملون درجة البكالوريوس، و20 في المائة يحملون درجات فوق الجامعية (دبلوم وماجستير ودكتوراه)، بينما 84.8 في المائة منهم تنحصر تخصصاتهم في الهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية والميكانيكية، و15.2 في المائة في الهندسة الكيميائية، الهندسة الصناعية، هندسة الحاسب الآلي، التخطيط الحضري، الهندسة الزراعية، هندسة التعدين والتقنية، العلوم الهندسية، وهندسة النظم. كما توصلت إلى أن 23.2 في المائة من المهندسين يمارسون الإشراف على المشاريع الهندسية، و22.4 في المائة على إدارة المشاريع الهندسية، و14.9 في المائة على التصميم الهندسي، و14.5 في المائة على الدراسات، و14.1 في المائة على التشغيل والصيانة، في حين يمارس النشاطات الأخرى 10.8 في المائة. من جانب آخر، لفتت الدراسة إلى أن المملكة حصلت على الترتيب الثامن في الصرف على التعليم، والترتيب ال 77 في التدريب من بين 131 دولة، بينما حققت في المجال التنافسي الترتيب ال 35 من بين 131 دولة. وأكدت الدراسة على أهمية تحسين مرتبة المملكة خلال العشر سنوات المقبلة في مجال التدريب لتصل إلى الترتيب العاشر.