عندما يجهل الأمي نلتمس له العذر لجهله وعندما يجهل المتعلم فلا عذر له ولكن المصيبة الأدهى والأمر هم ذلك المسخ الغريب ألا وهم الحمقى! وكلنا يعلم أن (لكل داء دواء يستطب به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها)، فهكذا هو اليوم حال بعض الشباب العابث الذي يعتلي النطيطة ويريد أن يرتقي إلى صهوة الفوارس وسلم العظماء متذبذبا. دون أن يخطو خطوة واحدة أو يستفيد من مهارته القفزية التي اكتسبها من اللهو والتنطيط، ويوظفها توظيفا واعيا في القفز إلى عقول الكبار، ليقنعهم بمهاراته في القفز وأنه كبر وأصبح أكثر حرفية وديناميكية ومسؤولية لصعود نطيطة الكبار التي ليست كتلك التي يرتقونها. السؤال: كيف نقنع مثل هؤلاء أنهم حمقى؟ ونقول لهم ما هكذا القفز، وإنهم بهذه الطريقة يعبثون ويصعدون ولكن إلى الهبوط، فهذه هي فكرة النطيطة؛ ملهاة الصغار، أما نطيطة الكبار فتختلف، والحكمة في ذلك سيدة الموقف وأم الإقناع، لأن الحكماء لا يختلف عليهم اثنان في نضج خبرتهم وحرفيتهم ومهاراتهم القفزية، لأنهم يدركون أن سنة الله في الأرض أن نختلف ولكننا في الحق سواء وفي الوطن سواء. والجميع يعرفون معنى الاتحاد ومعنى الوطن والوطنية، فليزدد الحمقى حمقا ويصعدون إلى الهبوط، ولتبقى الحكمة سيدة الموقف ومنجبة الفوارس. أمل مغربي (جدة)