نقول في العامية فلان «حمقي» ونقصد أنه عصبي المزاج يثور لأتفه الأسباب، والصحيح أن نقصد «بالحمقي» اتصافه بالحماقة لدرجة أننا ننسبه إليها، والحمق في اللغة ضد العقل، ولكنها لا تعني الجنون، وإنما إتيان فعل أحمق قد يفعله صاحبه بمنتهى الهدوء، فلا صلة له بالعصبية، وهناك من هو أحمق في كثير من تصرفاته وإن عد من العقلاء، وهناك عقلاء قد تصدر منهم الحماقة أحيانا في فعل ما ضد غيرهم أو ضد أنفسهم. وفي حديث لابن عباس قوله: (ينطلق أحدكم فيركب الحموقة) وهي وضع الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه.. وإذا وجدت نفسك تتعامل مع أحمق فلا تلومن إلا نفسك التي زينت لك ركوب الحموقة كما قال ابن عباس معتقدا أن العاقل الأحمق الذي تتعامل معه قد يتراجع عن فعله أو قوله وبالتالي عن حماقاته. فبعضنا يبدو عاقلا حصيفا في رأيه ولكن قربك منه يكشف لك أن حماقاته المتكررة تشير إلى حمقه المستمر الذي قال عنه الشاعر: لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها ولعل الشاعر لم يقل ما قاله إلا بعد خبرة في التعامل مع الحمقى العقلاء وكونه وجد في النهاية أن الحماقة لا يجدي معها دواء المداوي فهذا يعني أنها نتيجة ظاهرة تختفي من ورائها إذا وجدت نفسك تتعامل مع أحمق فلا تلومن إلا نفسك التي زينت لك ركوب الحموقة كما قال ابن عباس معتقدا أن العاقل الأحمق الذي تتعامل معه قد يتراجع عن فعله أو قوله وبالتالي عن حماقاته. فبعضنا يبدو عاقلا حصيفا في رأيه ولكن قربك منه يكشف لك أن حماقاته المتكررة تشير إلى حمقه المستمرالكثير من العلل النفسية التي يعانيها الأحمق فقد يكون غيورا حقودا حسودا لا يصدق إلا نفسه ولا يرى غير رأيه وكل من حوله هم المرضى أصحاب العلل وهو فقط كالجوهر الخالص من كل شائبة أو قد يكون يعاني عكس ذلك فيظهر خلافه، فلربما كان يعاني من شعور شديد بالنقص فهو في داخله هزال نفسي شديد وهشاشة في الصميم فيحاول أن يهرب من حقيقته بلبس قناع القوة الزائفة فكأنه يعيش في حالة تمثيل مستمر فهو مرهق لنفسه ولمن يتعامل معه وهذا النقص قد يظهر لهم وقد لا يظهر إلا بعد تكرار الأفعال الحمقى منه وهنا يصدق على حال المتعاملين معه قول الشاعر: فإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل لأن الأحمق حينها سيكون مكشوفا أمام الجميع إلا نفسه التي تزين له الهروب من عيوب بالبحث عن عيوب الآخرين فينشغل بها وينسى نقاط ضعفه الكثيرة!! لدرجة أنه قد يكرر بيت المتنبي ذاك في كل حين!! سئل بعض البلغاء عن الحمق فقال: أجوده حيرة والمعنى أن الأحمق الذي فيه بلغة يطاولك بحمقه فلا تعثر على حمقه إلا بعد مراس طويل.. والأحمق الذي لا ملاوم فيه ينكشف حمقه سريعا فنستريح منه ومن صحبته. [email protected]